نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 1 صفحه : 251
/ فصل في التحدي يجب أن تعلم أن من حكم المعجزات إذا ظهرت على الأنبياء أن: يدعوا فيها أنها من دلالتهم وآياتهم، لأنه لا يصح بعثة النبي من غير أن يؤتى دلالة، ويؤيد بآية، لان النبي لا يتميز من الكاذب بصورته [1]، ولا يقول نفسه، ولا بشئ آخر، سوى البرهان الذي يظهر عليه، فيستدل به على صدقه. فإن ذكر لهم أن هذه آيتي، وكانوا عاجزين عنها - صح له ما ادعاه. ولو كانوا غير عاجزين عنها - لم يصح أن يكون برهانا له. وليس يكون معجزا إلا بأن يتحداهم إلى أن يأتوا بمثله. فإذا تحداهم وبان عجزهم - صار ذلك معجزا. وإنما احتيج في باب القرآن إلى التحدي، لان من الناس من لا يعرف كونه معجزا، فإنما يعرف أو لا إعجازه بطريق [2]، لان الكلام المعجز لا يتميز من غيره بحروفه [3] وصورته، وإنما يحتاج إلى علم وطريق يتوصل به إلى معرفة كونه معجزا. / فإن كان لا يعرف بعضهم إعجازه، فيجب أن يعرف هذا، حتى يمكنه أن يستدل به. ومتى رأى أهل ذلك اللسان قد عجزوا عنه بأجمعهم مع التحدي إليه، والتقريع به، والتمكين [4] منه - صار حينئذ بمنزلة من رأى اليد البيضاء، وانقلاب العصى ثعبانا تتلقف ما يأفكون. وأما من كان من أهل صنعة العربية، والتقدم في البلاغة، ومعرفة فنون [5] القول، ووجوه المنطق - فإنه يعرف - حين يسمعه - عجزه عن الاتيان بمثله،
[1] م: " في صورته " [2] س: " بطريقة " [3] م: " من صورته " [4] ا: " والتمكن " [5] م: " والمعرفة بفنون "
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 1 صفحه : 251