responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : احكام القران للجصاص - ط العلميه نویسنده : الجصاص    جلد : 3  صفحه : 223
قميصه. وقد روي عن شريح وإياس بن معاوية أشياء نحو هذا، روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: " اختصم إلى شريح امرأتان في ولد هرة، فقالت إحداهما: هذه ولد هرتي، وقالت الأخرى: هذه ولد هرتي، فقال: ألقوها مع هذه فإن درت وقرت واسبطرت فهي لها، وإن هرت وفرت وازبأرت فليس لها ". وروى حماد بن سلمة قال: أخبرني مخبر عن إياس بن معاوية: " أن امرأتين ادعتا كبة غزل، فخلا بإحداهما وقال: علام كببت غزلك؟ فقالت: على جوزة، وخلا بالأخرى فقالت: على كسرة خبز، فنقضوا الغزل فدفعوه إلى التي أصابت ". وهذا الذي كان يفعله شريح وإياس من نحن هذا لم يكن على وجه إمضاء الحكم به وإلزام الخصم إياه، وإنما كان على جهة الاستدلال بما يغلب في الظن منه فيقرر بعد ذلك المبطل منهما، وقد يستحي الانسان إذا ظهر مثل هذا من الإقامة على الدعوى فيقر بحكم عليه بالإقرار.
قوله تعالى: (قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا). قيل: فيه إضمار عصير العنب للخمر، وذلك لأن الخمر المائعة لا يتأتى فيها العصر. وقيل: معناه أعصر ما يؤول إلى الخمر، فسماه باسم الخمر وإن لم يكن خمرا على وجه المجاز. وجائز أن يعصر من العنب خمرا بأن يطرح العنب في الخابية ويترك حتى ينش ويغلي فيكون ما في العنب خمرا فيكون العصر للخمر على وجه الحقيقة. وقال الضحاك: في لغة تسمى العنب خمرا.
قوله تعالى: (نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين). قال قتادة: " كان يداوي مريضهم ويعزي حزينهم ويجتهد في عبادة ربه ". وقيل: " كان يعين المظلوم وينصر الضعيف ويعود المريض ". وقيل: " من المحسنين في عبارة الرؤيا لأنه كان يعبر لغيرهما ".
قوله تعالى: (قال يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله) الآية. قال: ابن جريج: " عدل عن تأويل الرؤيا إلى الإخبار بهذا لما رأى على أحدهما فيه من المكروه، فلم يدعاه حتى أخبرهما به ". وقيل: " إنما قدم هذا ليعلما ما خصه الله تعالى من النبوة وليقبلا إلى طاعة الله ". وقد كان يوسف عليه السلام فيما بينهم قبل ذلك زمانا فلم يحك الله عنه أنه ذكر لهم شيئا من الدعاء إلى الله وكانوا قوما يعبدون الأوثان، وذلك لأنه لم يطمع منهم في الاستماع والقبول، فلما رآهم مقبلين إليه عارفين بإحسانه أمل منهم القبول والاستماع فقال: (يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) الآية، وهو من قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) [النمل:


نام کتاب : احكام القران للجصاص - ط العلميه نویسنده : الجصاص    جلد : 3  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست