responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 440


آتاني الكتاب ) الآية ، وقيل سمى كلمة الله تعالى من حيث أنه صار نبيا كما سمى النبي صلى الله عليه وسلم ( ذكرا رسولا ) وقوله ( وتمت كلمة ربك ) الآية فالكلمة ههنا القضية ، فكل قضية تسمى كلمة سواء كان ذلك مقالا أو فعالا ، ووصفها بالصدق لأنه يقال قول صدق وفعل صدق ، وقوله ( وتمت كلمة ربك ) إشارة إلى نحو قوله ( اليوم أكملت لكم دينكم ) الآية ، ونبه بذلك أنه لا تنسخ الشريعة بعد هذا ، وقيل إشارة إلى ما قال عليه الصلاة والسلام " أول ما خلق الله تعالى القلم فقال له اجر بما هو كائن إلى يوم القيامة " وقيل الكلمة هي القرآن وتسميته بكلمة كتسميتهم القصيدة كلمة فذكر أنها تتم وتبقى بحفظ الله تعالى إياها ، فعبر عن ذلك بلفظ الماضي تنبيها أن ذلك في حكم الكائن وإلى هذا المعنى من حفظ القرآن أشار بقوله : ( فإن يكفر بها هؤلاء ) الآية ، وقيل عنى به ما وعد من الثواب والعقاب ، وعلى ذلك قوله تعالى : ( بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ) وقوله : ( وكذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا ) الآية ، وقيل عنى بالكلمات الآيات المعجزات التي اقترحوها فنبه أن ما أرسل من الآيات تام وفيه بلاغ ، وقوله : ( لا مبدل لكلماته ) رد لقولهم ( ائت بقرآن غير هذا ) الآية ، وقيل أراد بكلمة ربك أحكامه التي حكم بها وبين أنه شرع لعباده ما فيه بلاغ ، وقوله : ( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ) وهذه الكلمة فيما قيل هي قوله تعالى : ( ونريد أن نمن على الذين ) الآية ، وقوله : ( ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما - ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم ) فإشارة إلى ما سبق من حكمه الذي اقتضاه حكمته وأنه لا تبديل لكلماته ، وقوله تعالى : ( ويحق الله الحق بكلماته ) أي بحججه التي جعلها الله تعالى لكم عليهم سلطانا مبينا ، أي حجة قوية . وقوله : ( يريدون أن يبدلوا كلام الله ) هو إشارة إلى ما قال : ( قل لن تخرجوا معي ) الآية ، وذلك أن الله تعالى جعل قول هؤلاء المنافقين : ( ذرونا نتبعكم ) تبديلا لكلام الله تعالى ، فنبه أن هؤلاء لا يفعلون وكيف يفعلون وقد علم الله تعالى منهم أن لا يتأتى ذلك منهم ، وقد سبق بذلك حكمه .
ومكالمة الله تعالى العبد على ضربين ، أحدهما : في الدنيا ، والثاني في الآخرة فما في الدنيا فعلى ما نبه عليه بقوله : ( ما كان لبشر أن يكلمه الله ) الآية ، وما في الآخرة ثواب للمؤمنين وكرامة لهم تخفى علينا كيفيته ، ونبه أنه يحرم ذلك على الكافرين بقوله ( إن الذين يشترون بعهد الله ) الآية وقوله : ( يحرفون الكلم عن مواضعه )

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست