responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 423


( يوم نبطش البطشة الكبرى ) فتنبيه أن كل ما ينال الكافر من العذاب قبل ذلك في الدنيا وفى البرزخ صغير في جنب عذاب ذلك اليوم .
والكبار أبلغ من الكبير ، والكبار أبلغ من ذلك ، قال : ( ومكروا ومكرا كبارا ) .
كتب : الكتب ضم أديم إلى أديم بالخياطة ، يقال كتبت السقاء ، وكتبت البغلة جمعت بين شفريها بحلقة ، وفى التعارف ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط وقد يقال ذلك للمضموم بعضها إلى بعض باللفظ ، فالأصل في الكتابة النظم بالخط لكن يستعار كل واحد للآخر ولهذا سمى كلام الله وإن لم يكتب كتابا كقوله ( ألم ذلك الكتاب ) وقوله : ( قال إني عبد الله آتاني الكتاب ) والكتاب في الأصل مصدر ثم سمى المكتوب فيه كتابا ، والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيه وفى قوله : ( يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء ) فإنه يعنى صحيفة فيها كتابة ، ولهذا قال :
( ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس ) الآية ويعبر عن الاثبات والتقدير والايجاب والفرض والعزم بالكتابة ، ووجه ذلك أن الشئ يراد ثم يقال ثم يكتب ، فالإرادة مبدأ والكتابة منتهى . ثم يعبر عن المراد الذي هو المبدأ إذا أريد توكيده بالكتابة التي هي المنتهى ، قال : ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) وقال تعالى ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا - لبرز الذين كتب عليهم القتل ) وقال : ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) أي في حكمه ، وقوله ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ) أي أو حينا وفرضنا وكذلك قوله ( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ) وقوله ( كتب عليكم الصيام - لم كتبت علينا القتال - ما كتبناها عليهم - لولا أن كتب الله عليهم الجلاء ) أي لولا أن أوجب الله عليهم الاخلال بديارهم ، ويعبر بالكتابة عن القضاء الممضى وما يصير في حكم الممضى وعلى هذا حمل قوله ( بلى ورسلنا لديهم يكتبون ) قيل ذلك مثل قوله ( يمحو الله ما يشاء ويثبت ) وقوله : ( أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه ) فإشارة منه إلى أنهم بخلاف من وصفهم بقوله ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ) لان معنى أغفلنا من قولهم أغفلت الكتاب إذا جعلته خاليا من الكتابة ومن الاعجام ، وقوله ( فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون ) فإشارة إلى أن ذلك مثبت له ومجازي به . وقوله ( فاكتبنا مع الشاهدين ) أي اجعلنا في زمرتهم إشارة إلى قوله ( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ) الآية وقوله ( مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ) فقيل إشارة إلى

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست