responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 421


تنبيها أن العمرة هي الحجة الصغرى كما قال صلى الله عليه وسلم " العمرة هي الحج الأصغر " فمن ذلك ما اعتبر فيه الزمان فيقال فلان كبير أي مسن نحو قوله : ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما ) وقال : ( وأصابه الكبر - وقد بلغني الكبر ) ومنه ما اعتبر فيه المنزلة والرفعة نحو ( قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم ) ونحو ( الكبير المتعال ) وقوله :
( فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم ) فسماه كبيرا بحسب اعتقادهم فيه لا لقدر ورفعة له على الحقيقة ، وعلى ذلك قوله : ( بل فعله كبيرهم هذا ) وقوله : ( وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ) أي رؤساءها وقوله : ( إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ) أي رئيسكم ومن هذا النحو يقال ورثه كابرا عن كابر ، أي أبا كبير القدر عن أب مثله . والكبيرة متعارفة في كل ذنب تعظم عقوبته والجمع الكبائر ، قال ( الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم ) وقال : ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ) قيل أريد به الشرك لقوله : ( إن الشرك لظلم عظيم ) وقيل هي الشرك وسائر المعاصي الموبقة كالزنا وقتل النفس المحرمة ولذلك قال ( إن قتلهم كان خطأ كبيرا ) وقال : ( قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) وتستعمل الكبيرة فيما يشق ويصعب نحو ( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) ، وقال : ( كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ) وقال ( وإن كان كبر عليك إعراضهم ) وقوله ( كبرت كلمة ) ففيه تنبيه على عظم ذلك من بين الذنوب وعظم عقوبته ولذلك قال ( كبر مقتا عند الله ) وقوله ( والذي تولى كبره ) إشارة إلى من أوقع حديث الإفك . وتنبيها أن كل من سن سنة قبيحة يصير مقتدى به فذنبه أكبر . وقوله : ( إلا كبر ما هم ببالغيه ) أي تكبر وقيل أمر كبير من السن كقوله ( والذي تولى كبره ) والكبر والتكبر والاستكبار تتقارب ، فالكبر الحالة التي يتخصص بها الانسان من إعجابه بنفسه وذلك أن يرى الانسان نفسه أكبر من غيره . وأعظم التكبر التكبر على الله بالامتناع من قبول الحق والاذعان له بالعبادة . والاستكبار يقال على وجهين ، أحدهما : أن يتحرى الانسان ويطلب أن يصير كبيرا وذلك متى كان على ما يجب وفى المكان الذي يجب وفى الوقت الذي يجب فمحمود ، والثاني : أن يتشبع فيظهر من نفسه ما ليس له وهذا هو المذموم وعلى هذا ما ورد في القرآن .
وهو ما قال تعالى : ( أبى واستكبر ) . وقال تعالى ( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ) ، وقال ( وأصروا واستكبروا استكبارا - استكبارا في الأرض - فاستكبروا في الأرض - يستكبرون

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست