responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 383


إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) أي إن لم تبلغ هذا الامر فأنت في حكم من لم يبلغ شيئا بوجه ، والذي من جهة الفاعل يقال له مفعول ومنفعل وقد فصل بعضهم بين المفعول والمنفعل فقال : المفعول يقال إذا اعتبر بفعل الفاعل ، والمنفعل إذا اعتبر قبول الفعل في نفسه ، قال : فالمفعول أعم من المنفعل لان المنفعل يقال لما لا يقصد الفاعل إلى إيجاده وإن تولد منه كحمرة اللون من خجل يعتري من رؤية إنسان ، والطرب الحاصل عن الغناء ، وتحرك العاشق لرؤية معشوقه وقيل لكل فعل انفعال إلا للابداع الذي هو من الله تعالى فذلك هو إيجاد عن عدم لا في عرض وفى جوهر بل ذلك هو إيجاد الجوهر .
فقد : الفقد عدم الشئ بعد وجوده فهو أخص من العدم لان العدم يقال فيه وفيما لم يوجد بعد ، قال ( ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ) والتفقد التعهد لكن حقيقة التفقد تعرف فقدان الشئ والتعهد تعرف العهد المتقدم ، قال : ( وتفقد الطير ) والفاقد المرأة التي تفقد ولدها أو بعلها .
فقر : الفقر يستعمل على أربعة أوجه :
الأول وجود الحاجة الضرورية وذلك عام للانسان ما دام في دار الدنيا بل عام للموجودات كلها ، وعلى هذا قوله : ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ) وإلى هذا الفقر أشار بقوله في وصف الانسان ( وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام ) والثاني : عدم المقتنيات وهو المذكور في قوله : ( للفقراء الذين أحصروا ) إلى قوله :
( من التعفف - إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) وقوله . ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) الثالث : فقر النفس وهو الشره المعنى بقوله عليه الصلاة والسلام : " كاد الفقر أن يكون كفرا " وهو المقابل بقوله : " الغنى غنى النفس " والمعنى بقولهم : من عدم القناعة لم يفده المال غنى . الرابع : الفقر إلى الله المشار إليه بقوله عليه الصلاة والسلام : " اللهم أغنني بالافتقار إليك ، ولا تفقرني بالاستغناء عنك " وإياه عنى بقوله تعالى : ( رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير ) وبهذا ألم الشاعر فقال :
ويعجبني فقري إليك ولم يكن * ليعجبني لولا محبتك الفقر ويقال افتقر فهو مفتقر وفقير ، ولا يكاد يقال فقر وإن كان القياس يقتضيه . وأصل الفقير هو المكسور الفقار ، يقال فقرته فاقرة أي داهية تكسر الفقار وأفقرك الصيد فارمه أي أمكنك من فقاره ، وقيل هو من الفقرة أي الحفرة ، ومنه قيل لكل حفيرة يجتمع فيها الماء فقير ، وفقرت للفسيل حفرت له حفيرة غرسته فيها ، قال الشاعر :
* ما ليلة الفقير إلا شيطان *

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست