responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 372


فيستعمل فيه نحو قوله ( ألا في الفتنة سقطوا ) وتارة في الاختبار نحو : ( وفتناك فتونا ) وجعلت الفتنة كالبلاء في أنهما يستعملان فيما يدفع إليه الانسان من شدة ورخاء وهما في الشدة أظهر معنى وأكثر استعمالا ، وقد قال فيهما ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) . وقال في الشدة ( إنما نحن فتنة - والفتنة أشد من القتل - وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ) وقال ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا ) أي يقول لا تبلني ولا تعذبني وهم بقولهم ذلك وقعوا في البلية والعذاب . وقال ( فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم ) أي يبتليهم ويعذبهم وقال ( واحذرهم أن يفتنوك - وإن كادوا ليفتنونك ) أي يوقعونك في بلية وشدة في صرفهم إياك عما أوحى إليك وقوله ( فتنتم أنفسكم ) أي أوقعتموها في بلية وعذاب ، وعلى هذا قوله ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) وقوله : ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ) فقد سماهم ههنا فتنة اعتبارا بما ينال الانسان من الاختبار بهم ، وسماهم عدوا في قوله ( إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم ) اعتبارا بما يتولد منهم وجعلهم زينة في قوله ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ) الآية . اعتبارا بأحوال الناس في تزينهم بهم وقوله ( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) أي لا يختبرون فيميز خبيثهم من طيبهم كما قال ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) وقوله ( أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ) فإشارة إلى ما قال ( ولنبلونكم بشئ من الخوف ) الآية . وعلى هذا قوله : ( وحسبوا ألا تكون فتنة ) والفتنة من الافعال التي تكون من الله تعالى ومن العبد كالبلية والمصيبة والقتل والعذاب وغير ذلك من الافعال الكريهة ، ومتى كان من الله يكون على وجه الحكمة ، ومتى كان من الانسان بغير أمر الله يكون بضد ذلك ، ولهذا يذم الله الانسان بأنواع الفتنة في كل مكان نحو قوله :
( والفتنة أشد من القتل - إن الذين فتنوا المؤمنين - ما أنتم عليه بفاتنين ) أي بمضلين وقوله : ( بأيكم المفتون ) قال الأخفش :
المفتون الفتنة كقولك ليس له معقول ، وخذ ميسوره ودع معسوره ، فتقديره بأيكم الفتون . وقال غيره : أيكم المفتون والباء زائدة كقوله : ( كفى بالله شهيدا ) ، وقوله :
( واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) فقد عدى ذلك بعن تعدية خدعوك لما أشار بمعناه إليه .
فتي : الفتى الطري من الشباب والأنثى

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست