responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 36


كتاب الباء بتك : البتك يقارب البت لكن البتك يستعمل في قطع الأعضاء والشعر ، يقال بتك شعره وأذنه ، قال الله تعالى ( فليبتكن آذان الانعام ) ومنه سيف باتك : قاطع للأعضاء .
وبتكت الشعر تناولت قطعة منه ، والبتكة القطعة المنجذبة جمعها بتك ، قال الشاعر :
* طارت وفى يدها من ريشها بتك * وأما البت فيقال في قطع الحبل والوصل ، ويقال طلقت المرأة بتة وبتلة ، وبتت الحكم بينهما وروى : لا صيام لمن لم يبت الصوم من الليل . والبشك مثله يقال في قطع الثوب ويستعمل في الناقة السريعة ، ناقة بشكى وذلك لتشبيه يدها في السرعة بيد الناسجة في نحو قول الشاعر :
فعل السريعة بادرت حدادها * قبل المساء تهم بالاسراع بتر : البتر يقارب ما تقدم لكن يستعمل في قطع الذنب ثم أجرى قطع العقب مجراه فقيل فلان أبتر إذا لم يكن له عقب يخلفه ، ورجل أبتر وأباتر انقطع ذكره عن الخير ، ورجل أباتر يقطع رحمه ، وقيل على طريق التشبيه خطبة بتراء لما لم يذكر فيها اسم الله تعالى ، وذلك لقوله عليه السلام : " كل أمر لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر " وقوله تعالى :
( إن شانئك هو الأبتر ) أي المقطوع الذكر ، وذلك أنهم زعموا أن محمدا صلى الله عليه وسلم ينقطع ذكره إذا انقطع عمره لفقدان نسله ، فنبه تعالى أن الذي ينقطع ذكره هو الذي يشنؤه ، فأما هو فكما وصفه الله تعالى بقوله :
( ورفعنا لك ذكرك ) وذلك لجعله أبا للمؤمنين وتقييض من يراعيه ويراعى دينه الحق ، وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين رضي الله عنه بقوله :
" العلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وآثارهم في القلوب موجودة " هذا في العلماء الذين هم تباع النبي عليه الصلاة والسلام ، فكيف هو وقد رفع الله عز وجل ذكره وجعله خاتم الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام بتل : قال تعالى : ( وتبتل إليه تبتيلا ) أي انقطع في العبادة وإخلاص النية انقطاعا يختص به ، وإلى هذا المعنى أشار بقوله عز وجل :
( قل الله ثم ذرهم ) وليس هذا منافيا لقوله

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست