responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 340


للتناول إشارة إلى المعنى الذي عد بديعا ، وهو قول الشاعر :
* كأنك تعطيه الذي أنت سائله * وقولهم في الدعاء أسألك العفو والعافية أي ترك العقوبة والسلامة ، وقال في وصفه تعالى ( إن الله كان عفوا غفورا ) وقوله " وما أكلت العافية فصدقة " أي طلاب الرزق من طير ووحش وإنسان ، وأعفيت كذا أي تركته يعفو ويكثر ، ومنه قيل " أعفوا اللحى " والعفاء ما كثر من الوبر والريش ، والعافي ما يرد مستعير القدر من المرق في قدره .
عقب : العقب مؤخر الرجل ، وقيل عقب وجمعه أعقاب ، وروى : " ويل للأعقاب من النار " واستعير العقب للولد وولد الولد ، قال تعالى ( وجعلها كلمة باقية في عقبه ) وعقب الشهر من قولهم جاء في عقب الشهر أي آخره ، وجاء في عقبه إذا بقيت منه بقية ، ورجع على عقبه إذا انثنى راجعا ، وانقلب على عقبيه نحو رجع على حافرته ، ونحو : ( ارتدا على آثارهما قصصا ) وقولهم رجع عوده على بدئه ، قال :
( ونرد على أعقابنا - انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه - ونكص على عقبيه - فكنتم على أعقابكم تنكصون ) وعقبه إذا تلاه عقبا نحو دبره وقفاه ، والعقب والعقبى يختصان بالثواب نحو ( خير ثوابا وخير عقبا ) وقال تعالى : ( أولئك لهم عقبى الدار ) والعاقبة إطلاقها يختص بالثواب نحو : ( والعاقبة للمتقين ) وبالإضافة قد تستعمل في العقوبة نحو : ( ثم كان عاقبة الذين أساءوا ) وقوله تعالى : ( فكان عاقبتهما أنهما في النار ) يصح أن يكون ذلك استعارة من ضده كقوله : ( فبشر هم بعذاب أليم ) والعقوبة والمعاقبة والعقاب يختص بالعذاب ، قال ( فحق عقاب - شديد العقاب - وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به - ومن عاقب بمثل ما عوقب به ) والتعقيب أن يأتي بشئ بعد آخر ، يقال عقب الفرس في عدوه قال : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه ) أي ملائكة يتعاقبون عليه حافظين له . وقوله ( لا معقب لحكمه ) أي لا أحد يتعقبه ويبحث عن فعله من قولهم عقب الحاكم على حكم من قبله إذا تتبعه . قال الشاعر :
* وما بعد حكم الله تعقيب * ويجوز أن يكون ذلك نهيا للناس أن يخوضوا في البحث عن حكمه وحكمته إذا خفيت عليهم ويكون ذلك من نحو النهى عن الخوض في سر القدر . وقوله تعالى : ( ولى مدبرا ولم يعقب ) أي لم يلتفت وراءه .
والاعتقاب أن يتعاقب شئ بعد آخر كاعتقاب الليل والنهار ، ومنه العقبة أن يتعاقب اثنان على ركوب ظهر ، وعقبة الطائر صعوده وانحداره ، وأعقبه كذا إذا أورثه ذلك ، قال ( فأعقبهم نفاقا ) قال الشاعر :

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست