responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 311


الشرع أن التكليف من دون تلك الاخر لا يصح ، وقوله ( لو استطعنا لخرجنا معكم ) فإشارة بالاستطاعة ههنا إلى عدم الآلة من المال والظهر والنحو وكذلك قوله : ( ومن لم يستطع منكم طولا ) وقوله ( لا يستطيعون حيلة ) وقد يقال فلان لا يستطيع كذا لما يصعب عليه فعله لعدم الرياضة وذلك يرجع إلى افتقاد الآلة أو عدم التصور ، وقد يصح معه التكليف ولا يصير الانسان به معذورا ، وعلى هذا الوجه قال : ( لن تستطيع معي صبرا - ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ) وقال ( وكانوا لا يستطيعون سمعا ) وقد حمل على ذلك قوله ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا ) وقوله تعالى ( هل يستطيع ربك أن ينزل علينا ) فقيل إنهم قالوا ذلك قبل أن قويت معرفتهم بالله وقيل إنهم لم يقصدوا قصد القدرة وإنما قصدوا أنه هل تقتضي الحكمة أن يفعل ذلك ؟
وقيل يستطيع ويطيع بمعنى واحد ومعناه هل يجيب ؟ كقوله ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) أي يجاب ، وقرئ ( هل تستطيع ربك ) أي سؤال ربك كقولك هل تستطيع الأمير أن يفعل كذا ، وقوله : ( فطوعت له نفسه ) نحو أسمحت له قرينته وانقادت له وسولت وطوعت أبلغ من أطاعت ، وطوعت له نفسه بإزاء قولهم تأبت عن كذا نفسه ، وتطوع كذا تحمله طوعا ، قال ( ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم - الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين ) وقيل طاعت وتطوعت بمعنى ويقال استطاع واسطاع بمعنى قال : ( فما اسطاعوا أن يظهروه ، وما استطاعوا له نقبا ) .
طوف : الطوف المشي حول الشئ ومنه الطائف لمن يدور حول البيوت حافظا ، يقال طاف به يطوف ، قال ( يطوف عليهم ولدان ) قال ( فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) ومنه استعير الطائف من الجن والخيال والحادثة وغيرها قال ( إذا مسهم طائف من الشيطان ) وهو الذي يدور على الانسان من الشيطان يريد اقتناصه ، وقد قرئ طيف وهو خيال الشئ وصورته المترائي له في المنام أو اليقظة ، ومنه قيل للخيال طيف ، قال ( فطاف عليها طائف ) تعريضا بما نالهم من النائبة ، وقوله ( أن طهرا بيتي للطائفين ) أي لقصاده الذين يطوفون به ، والطوافون في قوله ( طوافون عليكم بعضكم على بعض ) عبارة عن الخدم ، وعلى هذا الوجه قال عليه السلام في الهرة " إنها من الطوافين عليكم والطوافات " والطائفة من الناس جماعة منهم ، ومن الشئ القطعة منه وقوله تعالى ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ) قال بعضهم قد يقع ذلك على واحد فصاعدا ، وعلى ذلك قوله ( وإن طائفتان من المؤمنين - إذ همت طائفتان

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست