responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 298


يروى لنا أنك قلت " شيبتني سورة هود وأخواتها فما الذي شيبك منها ؟ فقال : قوله ( فاستقم كما أمرت ) " وإذا كان الضلال ترك الطريق المستقيم عمدا كان أو سهوا ، قليلا كان أو كثيرا ، صح أن يستعمل لفظ الضلال ممن يكون منه خطأ ما ولذلك نسب الضلال إلى الأنبياء وإلى الكفار ، وإن كان بين الضلالين بون بعيد ، ألا ترى أنه قال في النبي صلى الله عليه وسلم ( ووجدك ضالا فهدى ) أي غير مهتد لما سيق إليك من النبوة . وقال في يعقوب ( إنك لفي ضلالك القديم ) وقال أولاده :
( إن أبانا لفي ضلال مبين ) إشارة إلى شغفه بيوسف وشوقه إليه وكذلك ( قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين ) وقال عن موسى عليه السلام ( وأنا من الضالين ) تنبيه أن ذلك منه سهو ، وقوله ( أن تضل إحداهما ) أي تنسى وذلك من النسيان الموضوع عن الانسان .
والضلال من وجه آخر ضربان : ضلال في العلوم النظرية كالضلال في معرفة الله ووحدانيته ومعرفة النبوة ونحوهما المشار إليهما بقوله ( من يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا ) وضلال في العلوم العملية كمعرفة الأحكام الشرعية التي هي العبادات ، والضلال البعيد إشارة إلى ما هو كفر كقوله على ما تقدم من قوله ( ومن يكفر بالله ) وقوله ( إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا ) وكقوله ( أولئك في العذاب والضلال البعيد ) أي في عقوبة الضلال البعيد ، وعلى ذلك قوله ( إن أنتم إلا في ضلال كبير - قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ) وقوله ( أئذا ضللنا في الأرض ) كناية عن الموت واستحالة البدن . وقوله ( ولا الضالين ) فقد قيل عنى بالضالين النصارى وقوله ( في كتاب لا يضل ربى ولا ينسى ) أي لا يضل عن ربى ولا يضل ربى عنه أي لا يغفله ، وقوله ( كيدهم في تضليل ) أي في باطل وإضلال لأنفسهم . والاضلال ضربان ، أحدهما : أن يكون سببه الضلال وذلك على وجهين : إما بأن يضل عنك الشئ كقولك أضللت البعير أي ضل عنى ، وإما أن تحكم بضلاله ، والضلال في هذين سبب الاضلال .
والضرب الثاني : أن يكون الاضلال سببا للضلال وهو أن يزين للانسان الباطل ليضل كقوله : ( لهمت طائفة منهم أن يضلوك - وما يضلون إلا أنفسهم ) أي يتحرون أفعالا يقصدون بها أن تضل فلا يحصل من فعلهم ذلك إلا ما فيه ضلال أنفسهم وقال عن الشيطان ( ولأضلنهم ولأمنينهم ) وقال في الشيطان : ( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا - ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا - ولا تتبع الهوى

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست