responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 226


وقيل منه اشتق السحر وهو إصابة السحر والسحر يقال على معان : الأول الخداع وتخييلات لا حقيقة لها نحو ما يفعله المشعبذ بصرف الابصار عما يفعله لخفة يد ، وما يفعله النمام بقول مزخرف عائق للاسماع وعلى ذلك قوله تعالى : ( سحروا أعين الناس واسترهبوهم ) ، وقال : ( يخيل إليه من سحرهم ) ، وبهذا النظر سموا موسى عليه السلام ساحرا فقالوا ( يا أيها الساحر ) ادع لنا ربك ) ، والثاني استجلاب معاونة الشيطان بضرب من التقرب إليه كقوله تعالى ( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم ) وعلى ذلك قوله تعالى : ( ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) والثالث ما يذهب إليه الأغتام وهو اسم لفعل يزعمون أنه من قوته يغير الصور والطبائع فيجعل الانسان حمارا ولا حقيقة لذلك عند المحصلين . وقد تصور من السحر تارة حسنه فقيل : إن من البيان لسحرا وتارة دقة فعله حتى قالت الأطباء الطبيعية ساحرة وسموا الغذاء سحرا من حيث إنه يدق ويلطف تأثيره ، قال تعالى : ( بل نحن قوم مسحورون ) أي مصروفون عن معرفتنا بالسحر . وعلى ذلك قوله تعالى : ( إنما أنت من المسحرين ) قيل ممن جعل له سحر تنبيها أنه محتاج إلى الغذاء كقوله تعالى ( ما لهذا الرسول يأكل الطعام ) ونبه أنه بشر كما قال :
( ما أنت إلا بشر مثلنا ) وقيل معناه ممن جعل له سحر يتوصل بلطفه ودقته إلى ما يأتي به ويدعيه ، وعلى الوجهين حمل قوله تعالى ( إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) وقال تعالى :
( قال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا ) وعلى المعنى الثاني دل قوله تعالى : ( إن هذا إلا سحر مبين ) قال تعالى ( وجاءوا بسحر عظيم ) وقال ( أسحر هذا ولا يفلح الساحرون ) وقال ( فجمع السحرة لميقات يوم معلوم - فألقى السحرة ) والسحر والسحرة اختلاط ظلام آخر الليل بضياء النهار وجعل اسما لذلك الوقت ويقال لقيته بأعلى السحرين والمسحر الخارج سحرا ، والسحور اسم للطعام المأكول سحرا والتسحر أكله .
سحق : السحق تفتيت الشئ ويستعمل في الدواء إذا فتت يقال سحقته فانسحق ، وفى الثوب إذا أخلق يقال أسحق والسحق الثوب البالي ومنه قيل أسحق الضرع أي صار سحقا لذهاب لبنه ويصح أن يجعل إسحق منه فيكون حينئذ منصرفا ، وقيل : أبعده الله وأسحقه أي جعله سحيقا وقيل سحقه أي جعله باليا ، قال تعالى ( فسحقا لأصحاب السعير ) وقال تعالى : ( أو تهوى به الريح في مكان سحيق ) ودم منسحق وسحوق مستعار كقولهم مزرور .

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست