responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 218


قد قالوا زوال الشمس ومعلوم أن لا ثبات للشمس بوجه ، قيل إن ذلك قالوه لاعتقادهم في الظهيرة أن لها ثباتا في كبد السماء ولهذا قالوا قام قائم الظهيرة وسار النهار ، وقيل زاله يزيله زيلا قال الشاعر : * زال زوالها * أي أذهب الله حركتها ، والزوال التصرف وقيل هو نحو قولهم أسكت الله نامته ، وقال الشاعر :
* إذا ما رأتنا زال منها زويلها * ومن قال زال لا يتعدى قال زوالها نصب على المصدر ، وتزيلوا تفرقوا ، قال ( فزيلنا بينهم ) وذلك على التكثير فيمن قال زلت متعد نحو مزته وميزته ، وقولهم ما زال ولا يزال خصا بالعبارة وأجرى مجرى كان في رفع الاسم ونصب الخبر وأصله من الياء لقولهم زيلت ومعناه معنى ما برحت وعلى ذلك ( ولا يزالون مختلفين ) وقوله ( لا يزال بنيانهم - ولا يزال الذين كفروا - وما زلتم في شك ) ولا يصح أن يقال ما زال زيد إلا منطلقا كما يقال ما كان زيد إلا منطلقا وذلك أن زال يقتضى معنى النفي إذ هو ضد الثبات وما ولا : يقتضيان النفي ، والنفيان إذا اجتمعا اقتضيا الاثبات فصار قولهم ما زال يجرى مجرى كان في كونه إثباتا فكما لا يقال كان زيد إلا منطلقا ، لا يقال ما زال زيد إلا منطلقا .
زين : الزينة الحقيقية ما لا يشين الانسان في شئ من أحواله لا في الدنيا ولا في الآخرة ، فأما ما يزينه في حالة دون حالة فهو من وجه شين ، والزينة بالقول المجمل ثلاث : زينة نفسية كالعلم والاعتقادات الحسنة ، وزينة بدنية كالقوة وطول القامة ، وزينة خارجية كالمال والجاه . فقوله ( حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم ) فهو من الزينة النفسية . وقوله :
( من حرم زينة الله ) فقد حمل على الزينة الخارجية وذلك أنه قد روى أن قوما كانوا يطوفون بالبيت عراة فنهوا عن ذلك بهذه الآية ، وقال بعضهم : بل الزينة المذكورة في هذه الآية هي الكرم المذكور في قوله :
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وعلى هذا قال الشاعر :
* وزينة المرء حسن الأدب * وقوله : ( فخرج على قومه في زينته ) هي الزينة الدنيوية من المال والأثاث والجاه ، يقال زانه كذا وزينه إذا أظهر حسنه إما بالفعل أو بالقول وقد نسب الله تعالى التزيين في مواضع إلى نفسه وفى مواضع إلى الشيطان وفى مواضع ذكره غير مسمى فاعله ، فمما نسبه إلى نفسه قوله في الايمان ( وزينه في قلوبكم ) وفى الكفر قوله : ( زينا لهم أعمالهم - زينا لكل أمة عملهم ) ومما نسبه إلى الشيطان قوله : ( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم ) وقوله تعالى : ( لأزينن لهم في الأرض ) ولم يذكر المفعول لان المعنى

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست