responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 214


الله يزكى من يشاء ) وتارة إلى النبي لكونه واسطة في وصول ذلك إليهم نحو ( تطهرهم وتزكيهم بها - يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ) وتارة إلى العبادة التي هي آلة في ذلك نحو ( وحنانا من لدنا وزكاة - لأهب لك غلاما زكيا ) أي مزكى بالخلقة وذلك على طريق ما ذكرنا من الاجتباء وهو أن يجعل بعض عباده عالما وطاهر الخلق لا بالتعلم والممارسة بل بتوفيق إلهي كما يكون جل الأنبياء والرسل . ويجوز أن يكون تسميته بالمزكى لما يكون عليه في الاستقبال لا في الحال والمعنى سيتزكى ( والذين هم للزكاة فاعلون ) أي يفعلون ما يفعلون من العبادة ليزكيهم الله أو ليزكوا أنفسهم ، والمعنيان واحد .
وليس قوله للزكاة مفعولا لقوله فاعلون بل اللام فيه للعلة والقصد . وتزكية الانسان نفسه ضربان : أحدهما بالفعل وهو محمود وإليه قصد بقوله ( قد أفلح من زكاها ) وقوله ( قد أفلح من تزكى ) والثاني : بالقول كتزكية العدل غيره وذلك مذموم أن يفعل الانسان بنفسه وقد نهى الله تعالى عنه فقال : ( لا تزكوا أنفسكم ) ونهيه عن ذلك تأديب لقبح مدح الانسان نفسه عقلا وشرعا ولهذا قيل لحكيم :
ما الذي لا يحسن وإن كان حقا ؟ فقال : مدح الرجل نفسه .
زل : الزلة في الأصل استرسال الرجل من غير قصد ، يقال زلت رجل تزل ، والزلة المكان الزلق ، وقيل للذنب من غير قصد زلة تشبيها بزلة الرجل . قال تعالى : ( فإن زللتم - فأزلهما الشيطان - واستزله ) إذا تحرى زلته وقوله :
( إنما استزلهم الشيطان ) أي استجرهم الشيطان حتى زلوا فإن الخطيئة الصغيرة إذا ترخص الانسان فيها تصير مسهلة لسبيل الشيطان على نفسه . وقوله عليه السلام " من أزلت إليه نعمة فليشكرها " أي من أوصل إليه نعمة بلا قصد من مسديها تنبيها أنه إذا كان الشكر في ذلك لازما فكيف فيما يكون عن قصده . والتزلزل الاضطراب ، وتكرير حروف لفظه تنبيه على تكرير معنى الزلل فيه ، قال : ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) وقال ( إن زلزلة الساعة شئ عظيم - وزلزلوا زلزالا شديدا ) أي زعزعوا من الرعب .
زلف : الزلفة المنزلة والحظوة ، وقوله :
( فلما رأوه زلفة ) قيل معناه لما رأوا زلفة المؤمنين وقد حرموها . وقيل استعمال الزلفة في منزلة العذاب كاستعمال البشارة ونحوها من الألفاظ . وقيل لمنازل الليل زلف قال : ( وزلفا من الليل ) قال الشاعر :
* طي الليالي زلفا فزلفا * والزلفى الحظوة ، قال الله تعالى : ( إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) والمزالف المراقي وأزلفته جعلت له زلفى ، قال : ( وأزلفنا ثم الآخرين - وأزلفت

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست