responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 127


حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل - يحكم به ذوا عدل منكم ) وقال :
فاحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت * إلى حمام سراع وارد الثمد الثمد الماء القليل . وقيل معناه كن حكيما ، وقال عز وجل : ( أفحكم الجاهلية يبغون ) وقال تعالى : ( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) ويقال حاكم وحكام لمن يحكم بين الناس ، قال الله تعالى : ( وتدلوا بها إلى الحكام ) والحكم المتخصص بذلك فهو أبلغ قال الله تعالى : ( أفغير الله أبتغي حكما ) وقال عز وجل : ( فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ) وإنما قال حكما ولم يقل حاكما تنبيها أن من شرط الحكمين أن يتوليا الحكم عليهم ولهم حسب ما يستصوبانه من غير مراجعة إليهم في تفصيل ذلك ، ويقال الحكم للواحد والجمع وتحاكمنا إلى الحاكم ، قال تعالى : ( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ) وحكمت فلانا ، قال تعالى : ( حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) فإذا قيل حكم بالباطل فمعناه أجرى الباطل مجرى الحكم والحكمة إصابة الحق بالعلم والعقل ، فالحكمة من الله تعالى معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الاحكام ، ومن الانسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات وهذا هو الذي وصف به لقمان في قوله عز وجل ( ولقد آتينا لقمان الحكمة ) ونبه على جملتها بما وصفه بها . فإذا قيل في الله تعالى هو حكيم فمعناه بخلاف معناه إذا وصف به غيره ، ومن هذا الوجه قال الله تعالى : ( أليس الله بأحكم الحاكمين ) وإذا وصف به القرآن فلتضمنه الحكمة نحو : ( الر تلك آيات الكتاب الحكيم ) وعلى ذلك قال ( ولقد جاءهم من الانباء ما فيه مزدجر حكمة بالغة ) وقيل معنى الحكيم المحكم نحو : ( أحكمت آياته ) وكلاهما صحيح فإنه محكم ومفيد للحكم ففيه المعنيان جميعا . والحكم أعم من الحكمة فكل حكمة حكم وليس كل حكم حكمة ، فإن الحكم أن يقضى بشئ على شئ فيقول هو كذا أوليس بكذا ، قال صلى الله عليه وسلم :
" إن من الشعر لحكمة " أي قضية صادقة وذلك نحو قول لبيد :
* إن تقوى ربنا خير نفل * قال الله تعالى : ( وآتيناه الحكم صبيا ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : " الصمت حكم ، وقليل فاعله " : أي حكمة ، ( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) ، وقال تعالى :
( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) ، قيل تفسير القرآن ويعنى ما نبه عليه القرآن من ذلك ( إن الله يحكم ما يريد ) أي ما يريده يجعله حكمة وذلك حث للعباد على الرضى بما يقضيه . قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله ( من آيات الله

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست