responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 117


قيل كافيا وقيل ذلك إشارة إلى ما قال : ( وأن ليس للانسان إلا ما سعى ) وقوله : ( ويرزق من يشاء بغير حساب ) ففيه أوجه . الأول :
يعطيه أكثر مما يستحقه . والثاني : يعطيه ولا يأخذه منه . والثالث يعطيه عطاء لا يمكن للبشر إحصاؤه كقول الشاعر :
* عطاياه يحصى قبل إحصائها القطر * والرابع : يعطيه بلا مضايقة من قولهم حاسسته إذا ضايقته . والخامس : يعطيه أكثر مما يحسبه . والسادس : أن يعطيه بحسب ما يعرفه من مصلحته لا على حسب حسابهم وذلك نحو ما نبه عليه بقوله تعالى : ( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن ) الآية . والسابع : يعطى المؤمن ولا يحاسبه عليه ، ووجه ذلك أن المؤمن لا يأخذ من الدنيا إلا قدر ما يجب وكما يجب وفى وقت ما يجب ولا ينفق إلا كذلك ويحاسب نفسه فلا يحاسبه الله حسابا يضره كما روى " من حاسب نفسه في الدنيا لم يحاسبه الله يوم القيامة " والثامن : يقابل الله المؤمنين في القيامة لا بقدر استحقاقهم بل بأكثر منه كما قال عز وجل : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) وعلى نحو هذه الأوجه قوله تعالى : ( فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ) وقوله تعالى :
( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) وقد قيل : تصرف فيه تصرف من لا يحاسب أي تناول كما يجب وفى وقت ما يجب وعلى ما يجب وأنفقه كذلك . والحسيب والمحاسب من يحاسبك ، ثم يعبر به عن المكافي بالحساب ، وحسب يستعمل في معنى الكفاية ( حسبنا الله ) أي كافينا هو و ( حسبهم جهنم - وكفى بالله حسيبا ) أي رقيبا يحاسبهم عليه . وقوله :
( ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ ) فنحو قوله ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) ونحوه ( وما علمي بما كانوا يعملون إن حسابهم إلا على ربى ) وقيل معناه ما من كفايتهم عليك بل الله يكفيهم وإياك من قوله ( عطاء حسابا ) أي كافيا من قولهم حسبي كذا ، وقيل أراد منه عملهم فسماه بالحساب الذي هو منتهى الأعمال . وقيل احتسب ابنا له : أي اعتد به عند الله والحسبة فعل ما يحتسب به عند الله تعالى ( ألم أحسب الناس - أم حسب الذين يعملون السيئات - ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون - فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله - أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ) فكل ذلك مصدره الحسبان والحسبان ، أن يحكم لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله فيحسبه ويعقد عليه الإصبع ، ويكون بعرض أن يعتريه فيه شك ، ويقارب

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست