نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 14
وكان رحمه الله لا يقول في القران برأيه. بل كان يتبع ما قال به الصحابة والتابعون، لأنه روى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: " من قال في القران برأيه، فليتبوأ مقعده من النار ". وروى عن الشعبي، قال: " لان أكذب على محمد، صلى الله عليه وسلم، أحب إلي من أن أكذب في القرآن كذبة. انما يقضى الكاذب في القران إلى الله " [1]. وكان لا يفسر من القران الا ما أشكل، لأنه روى عن ابن عباس أنه قال: " تفسير القران على أربعة وجوه: [1] تفسير يعلمه العلماء [2] وتفسير تعرفه العرب [3] وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، يقول: من الحلال والحرام [4] وتفسير لا يعلم تأويله الا الله. من ادعى علمه فهو كاذب " [2]. ولأجل هذا كان يعجبه من التفسير ما كان حرفا حرفا. وكان لا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون السورة من أولها إلى اخرها مثل الكلبي [3]. وكان يقول: " خذوا التفسير عن أربعة: عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك " [4]. وكان اعتماده على مجاهد أكثر. وكان يقول: " إذ جاءك التفسير عن مجاهد، فحسبك به " [4]. عقيدته: اختلف المؤرخون في عقيدة الثوري. فعده ابن قتيبة وابن رسته من الشيعة [5]. وقال ابن النديم انه كان زيديا [6]. وذكر الطبري انه كان شيعيا في بدء الامر. فلما ذهب إلى البصرة لطلب الحديث ولقي ابن عون وأيوب، ترك التشيع وسلك مسلك أهل السنة [7]. ويؤيد قول الطبري ما حكى الكفوي انه سئل مرة عن عثمان وعلي رضي الله عنهما، فقال: " أهل البصرة يقولون بتفضيل عثمان، وأهل الكوفة بتفضيل علي ". قيل له: " فأنت "؟ قال: " انا رجل كوفي " [8]
[1] تفسير عبد الرزاق 1 الف. (2) أيضا، وتفسير الطبري 1 / 5، و 78 طبعة ابن شاكر. [3] التقدمة 79. (4) حاشية شهريار على تفسير البيضاوي 23 ب. [5] المعارف 306، والاعلاق 219. (6) الفهرست 253. (7) الذيل 105. [8] اعلام الأخيار 65 ب.
نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 14