ستر السوأتين [١] على الرجال
مفروض ، وما عدا ذلك مسنون. وعلى النساء
الحرائر يجب ستر جميع البدن ، قال تعالى ( خذوا زينتكم عند كل
مسجد )[٢] يعني
البسوا لباسا مأمورا به عند كل صلاة مع التمكن.
والزينة ههنا ـ
باتفاق المفسرين ـ ما يوارى به العورة ، قالوا : أمر الله بأخذ
الزينة ، ولا خلاف أن التزين ليس بواجب والامر في الشريعة على الوجوب ،
فلابد من حمله على ستر العورة.
ويدل عليه أيضا
قوله ( يا بني آدم قد أنزلنا
عليكم لباسا يواري سوآتكم
وريشا ولباس التقوى )[٣]. قال علي بن موسى القمي : دل ذلك على وجوب ستر العورة.
وقال غيره :
انما يدل ذلك على أنه أنعم عليهم بما يقيهم الحر والبرد وما يتجملون
به. ويصح اجتماع القولين.
وانما قال ( أنزلنا عليكم لباسا ) لان ما يتخذ هو منه ينبت بالمطر الذي ينزل
من السماء ، وهو القطن والكتان وجميع ما ينبت من الحشيش والرياش الذي
يتجمل به.
و ( لباس التقوى ) هو الذي يقتصر عليه من أراد التواضع والنسك في
العبادة من لبس الصوف والشعر والوبر والخشن من الثياب ، وقيل هو ما يكون
مما ينبت من الأرض وشعر وصوف ما يؤكل لحمه من الحيوان ، وقيل التقدير :
[١] السوءتان القبل
والدبر ، ويقال لهما السوءتان لأنه يسوء الانسان عند الكشف
عنهما ، كما سيذكر بعد هذا.