رسول الله في صدقات بنى المصطلق خرجوا يتلقونه فرحا به ، فظن أنهم هموا
بقتله
فرجع إلى النبي عليهالسلام فقال إنهم منعوا زكواتهم ، وكان الامر بخلافه [١].
ثم قال ( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ) قتل بعضهم بعضا ، أي من كان
على ظاهر الايمان ( فأصلحوا بينهما )[٢] حتى يصطلحا ، فان بغت إحدى الطائفتين على
الأخرى ، بأن تطلب ما لا يجوز لها وتطالب الأخرى ظالمة لها ، فقاتلوا الظالمة حتى
ترجع إلى طاعة الله ، فان رجعت بالقول فلا تميلوا على واحدة [ منها وأقسطوا.
قيل نزلت في
قبيلتين من الأنصار وقع بينهم قتال ] [٣].
( باب الزيادات )
قوله تعالى ( ان عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب
الله يوم خلق
السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم )[٤].
جعل ضمير
الأشهر الحرم الهاء والنون في ( فيهن ) لقلتهن ، وضمير شهور
السنة الهاء والألف في منها لكثرتها ، ولذلك يقولون لأربع خلون في التاريخ
ولعشرين بقيت. وعلى هذا ما جاء في التنزيل ( وقالوا لن تمسنا
النار الا أياما
معدودة )[٥] في سورة البقرة ، وقال في سورة آل عمران ( الا أياما معدودات )[٦] كأنهم
قالوا أولا تطول المدة التي تمسهم فيها النار ، ثم تراجعوا عنه فقصروا تلك المدة.