وأما قوله
تعالى ( وليطوفوا بالبيت
العتيق )[١] قال قوم هو طواف العمرة الذي
يقال له طواف الصيد لأنه تعالى أمر به عقيب المناسك كلها ، وقيل هو طواف الإفاضة
بعد التعريف اما يوم النحر واما بعده ، وهو طواف الزيارة. وروى أصحابنا أن
المراد به ههنا طواف النساء [٢] الذي يستباح به وطي النساء ، وهو زيادة على طواف
الزيارة للحج ، والعموم يتناول الجميع.
(
باب فرائض الحج )
(
وسننه وما يجري مجراها )
اعلم أن فرائض
الحج المفرد والقارن عشر ، احتججنا من القرآن تصريحا
وتلويحا وتبيينا وإشارة ، فان الثمانية الأشياء التي وجبت في العمرة التي يتمتع
بها
إلى الحج تسقط في الافراد والقران. ومن حج مفردا فعليه عمرة الاسلام بعد الحج
مبتولة منه.
وقوله
تعالى ( الحج أشهر معلومات ) أي أشهر الحج أشهر معلومات ، أو
الحج حج أشهر معلومات ، ليكون الثاني هو الأول في المعنى ، فحذف المضاف ،
أي لا حج الا في هذه الأشهر. وقد يجوز أن يجعل ( الأشهر ) الحج على الاتساع
لكونه فيها ولكثرته من الفاعلين له ، لقول الخنساء :
* فإنما هي اقبال وادبار *
أي أشهر الحج
أشهر موقتة معينة لا يجوز فيها التبديل والتغيير بالتقديم