والفضة والإبل والبقر والغنم ومن الحنطة والشعير والتمر والزبيب ، وعفا عما
سوى ذلك. ثم لم يتعرض لشئ من أموالهم حتى حال عليهم الحول من قابل
فصاموا وأفطروا ، فأمر عليهالسلام مناديه فنادى : أيها المسلمون زكوا أموالكم تقبل
صلاتكم. قال : ثم وجه عمال الصدقة [١].
وقد بعث أمير
المؤمنين عليهالسلام مصدقا من الكوفة إلى باديتها ، فقال له :
يا عبد الله عليك بتقوى الله ، ولا تؤثرن دنياك على آخرتك ، وكن حافظا لما ائتمنتك
عليه راعيا لحق الله فيه حتى تأتي نادي بني فلان ، فإذا قدمت فأنزل بمائهم من غير
أن تخالط أبياتهم ، ثم امض إليهم بسكينة ووقار حتى تقوم بينهم فتسلم عليهم ، ثم
قل لهم : يا عباد الله أرسلني إليكم ولي الله لاخذ منكم حق الله في أموالكم ، فهل
لله في أموالكم حق فتؤدوه إلى وليه. فان قال لك قائل لا فلا تراجعه ، وان أنعم لك
منهم منعم فانطلق معه من غير أن تخيفه أو تعده الا خيرا ، فإذا أتيت ماله فلا
تدخله
الا باذنه فان أكثره له ، فقل يا عبد الله أتأذن لي في دخول مالك ، فاذن اذن لك
فلا
تدخل دخول متسلط عليه فيه ولا عنف به ، فاصدع المال صدعين ، ثم خيره فان
اختار فلا تعرض له ، فلا تزال كذلك حتى يبقى ما فيه وفاء لحق الله في ماله ، فإذا
بقي ذلك فاقبض حق الله منه ، فان استقالك فأقله ، ثم اخلطها واصنع مثل الذي
صنعت أولا حتى تأخذ حق الله في ماله ، فإذا قبضته فلا توكل به الا ناصحا شفيقا
أمينا حفيظا غير معنف بشئ منها. ثم احدر ما اجتمع عندك من كل فأد إلينا نصيره حيث
أمر الله ، فإذا انحدر بها رسولك فأوعز إليه أن لا يحول بين ناقة وفصليها ولا يفرق
بينهما ولا يصر لبنها فيضر ذلك بولدها ، ولا يجهدنها ركوبا ، وليعدل بينهن في ذلك
وليوردهن كل ماء يمر به ، ولا يعدل بهن عن نبت الأرض إلى جواد الطريق حتى
تأتينا سجاحا سمانا غير متعبات ولا مجهدات ، فنقسمهن على كتاب الله وسنة نبيه على