وقوله
تعالى ( ومن أظلم ممن منع
مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )[١].
المراد بذلك
مشركوا العرب من قريش ، لأنهم صدوا النبي عليهالسلام عن
المسجد الحرام ، وهو المروي عن الصادق عليهالسلام[٢]. وقيل أراد جميع المساجد ،
وقيل أنهم الروم غزوا بيت المقدس وسعوا في خرابه ، وقيل هو بخت نصر [٣] خرب
بيت المقدس.
وإذا صح وجه
منها لا يجب الاقتصار عليه ، لان نزول حكم في سبب لا يوجب
الوقوف عليه ، ويجوز أن يعنى غيره للعموم. ألا ترى إلى قوله ( يريد الله بكم
اليسر ولا يريد بكم العسر ) نزل في الصوم ، فلما كانت الآية عامة ـ وان وردت في
سبب ـ وجب حملها على عموم اللفظ دون خصوص السبب.
وقال الطبري :
ان كفار قريش لم يسعوا قط في تخريب المسجد الحرام [٤].
وهذا ليس بشئ ،
لان عمارة المسجد بالصلاة فيه ، وخرابه المنع من أن يصلى فيه.
على أنهم قد
هدموا مساجد كانت بمكة كان المسلمون يصلون فيها لما هاجر رسول
الله صلىاللهعليهوآله.
وذكر المساجد
لان كل موضع منه مسجد ، ثم يدخل في خرابه خراب جميع
المساجد.