[1]. غلا في الدين غلوا من باب قعد: تصلب و شدد
حتّى تجاوز الحد، و في التنزيل« لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ»*
و الغلوّ يطلق على معنيين الأول
الغلوّ في أئمة أهل البيت عليهم السلام فالغالى هو الذي يقول فيهم عليهم السلام ما
ليس لهم كتفويض أمر الكائنات اليهم مثلا. و الثاني الاعتقاد بأن معرفة الامام و
ولايته يكفى عن الفرائض فيتركون الصلاة و الزكاة و جميع العبادات اعتمادا على
ولايتهم. و جل ما ورد في كتب الرجال بان فلانا غال بهذا المعنى و الدليل على ذلك
ما رواه أحمد بن الحسين الغضائري عن الحسن بن محمّد بن بندار القمّيّ قال: سمعت
مشايخى يقولون ان محمّد ابن اورمة لما طعن عليه بالغلوّ بعث إليه الأشاعرة ليقتلوه
فوجدوه يصلى الليل أوله إلى آخره ليالى عدة فتوقفوا عن اعتقادهم، و في فلاح السائل
عن الحسين بن أحمد المالكى قلت لأحمد بن مليك الكرخى عما يقال في محمّد بن سنان من
أمر الغلوّ فقال: معاذ اللّه هو و اللّه علمنى الطهور. الى غير ذلك من الاخبار
تدلّ على أن المراد بالغلوّ و الغالي في كتب-- الرجاليين من القدماء هذا المعنى لا
الأول، و اشتبه الامر على بعض المتأخرين و زعم أن المراد بالغالى معنى الأول فلذا
طعن على القدماء و قال: رميهم بعض الروات بالغلو لنقلهم بعض المعجزات عنهم او
اعتقادهم في الامام أنّه يعلم الغيب أو نظير ذلك. و هذا زعم باطل و سوء ظن بمشايخ
الحديث و الاجلاء عصمنا اللّه منه.
نام کتاب : الخصال نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 154