نام کتاب : الخصال نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 0 صفحه : 4
المؤلّف و الثناء عليه
غرّة جبهة الزّمان،
إنسان العين و عين الإنسان، المتفاني في ترويج الحقّ و إذاعته و نشر حقائق الدّين
و إعلاء كلمته. صاحب التصانيف الّتي طبّقت ذيوع صيتها الآفاق و لا يعتريها في مرور
الشهور محاق. أحد الأعلام الّذين تناقلوا الخبر عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم و الأئمّة الاثنى عشر، و نوّروا مناهج الأقطار بأنوار المآثر و الآثار. البحر
المتلاطم الزّخّار، شيخ مشايخ الحديث و الأخبار. أمّا الفقه فهو حامل رايته، و
أمّا الحديث فهو إمام درايته، و أمّا الكلام فهو ابن بجدته: مولانا الأجل «أبو
جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ» المشهور بالصدوق.
كان- قدّس سرّه- في
الرّعيل الأوّل من حملة العلم و مروّجي المذهب و الدّاعين إلى الحنيفيّة البيضاء
بهمّة عالية قعساء. دأب في كسب العلم فتى و كهلا، و عكف على سماعه ليلا و نهارا، و
سافر في أخذه حزنا و سهلا، بعزم لا يكهمه الفشل، و نشاط لا يفلّه الكلل.
نشأ بقم، فرحل إلى
الرّيّ[1]، و استرآباد و
جرجان و نيشابور و مشهد الرّضا عليه السّلام و مرو الرّوذ و سرخس و إيلاق و سمرقند
و فرغانة و بلخ من بلاد ما وراء النهر و همدان و بغداد و الكوفة و فيد و مكّة و
المدينة حتّى ارتقى في الفضائل ذراها و تمسّك في المحامد بأوثق عراها، و بلغ من
العلم مقاما شدّت الجوزاء له نطاقا، تمشي على ضوء فتاويه فقهاء الأيّام، و تخضع
لآرائه و أنظاره علماء الأعصار و الأعوام له من الكتب و الرّسائل بخطّه ما يكلّ
لسان القلم عن ضبطه. و الأعلام كلّهم قد أطبقوا على إكبار قدره، و المسير على ضياء
بدره.
عنونه الشيخ الطوسيّ-
رحمه اللّه- في كتابيه و قال: «كان محمّد بن عليّ بن الحسين