والنقيضان : أمران وجودي وعدمي ، أي عدم لذلك الوجودي
، وهما لا يجتمعان ولا يرتفعان ببديهة العقل ، ولا واسطة بينهما.
٢ ـ (تقابل الملكة وعدمها) [١]كالبصر والعمى ، الزواج
والعزوبية ، فالبصر ملكة والعمى عدمها. والزواج ملكة والعزوبية عدمها.
ولا يصح أن يحل العمى إلا في موضع يصح فيه البصر [٢] ، لأن العمى ليس هو
عدم البصر مطلقاً ، بل عدم البصر الخاص ، وهو عدمه فيمن شأنه أن يكون بصيراً. وكذا
العزوبة لا تقال إلا في موضع يصح فيه الزواج ، لا عدم الزواج مطلقاً ، فهما ليسا كالنقيضين
لا يرتفعان ولا يجتمعان ، بل هما يرتفعان. وإن كان يمتنع اجتماعهما ، فالحجر لا يقال
فيه أعمى ولا بصير ، ولا أعزب ولا متزوج ، لأن الحجر ليس من شأنه أن يكون بصيراً ،
ولا من شأنه أن يكون متزوجاً.
إذن الملكة وعدمها : «أمران وجودي وعدمي لا
يجتمعان ويجوز أن يرتفعا في موضع لا تصح فيه الملكة».