العلقة الراسخة في الذهن بين اللفظ والمعنى.
وتنشأ هذه العلقة ـ كما عرفت ـ من الملازمة الوضعية بينهما عند من يعلم بالملازمة.
وعليه يمكننا تعريف الدلالة اللفظية بأنها : «هي كون اللفظ بحالة ينشأ من العلم بصدوره
من المتكلم العلم بالمعنى المقصود به».
(الوجه
الأول) ـ المطابقة : بأن يدل اللفظ على تمام معناه الموضوع
له ويطابقه ، كدلالة لفظ الكتاب على تمام معناه ، فيدخل فيه جميع أوراقه وما فيه من
نقوش وغلاف ، وكدلالة لفظ الإنسان على تمام معناه ، وهو الحيوان الناطق. وتسمى الدلالة
حينئذ (المطابقية)
أو (التطابقية) ، لتطابق اللفظ والمعنى.
وهي الدلالة الأصلية في الألفاظ التي لأجلها مباشرة وضعت لمعانيها.
(الوجه
الثاني) ـ التضمن : بأن يدل اللفظ على جزء معناه الموضوع له
الداخل ذلك الجزء في ضمنه ، كدلالة لفظ الكتاب على الورق وحده أو الغلاف. وكدلالة لفظ
الإنسان على الحيوان وحده [٢] أو الناطق وحده
فلو بعت الكتاب يفهم المشتري دخول الغلاف فيه ، ولو أردت بعد ذلك أن
[٢] لا يخفى عليك : أن الدلالة التضمنية ليست
بمعنى إطلاق الإنسان وإرادة الحيوان وحده ـ مثلا ـ أو الناطق وحده ، فإن الإرادة شئ
والدلالة شئ آخر ، وبينهما بون بعيد! كما في شرح المطالع ، بل الدلالة التضمنية هي
دلالة اللفظ على جزء المعنى الموضوع له سواء كان مراد المتكلم ذلك الجزء وحده أو كان
مراده معناه المطابقي المشتمل على هذا الجزء ، فيكون إرادة الجزء في ضمن إرادة الكل.
وهكذا في الدلالة الالتزامية.