نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 89
آثروا اختاروا و أخروا تركوا (1) - الآجن الماء المتغير أجن الماء يأجن و يأجن (2) - .
و بسئ به ألفه و ناقة بسوء ألفت الحالب و لا [1] تمنعه (3) - و شابت عليه مفارقه طال عهده به مذ زمن الصبا حتى صار شيخا (4) - و صبغت به خلائقه ما صارت طبعا لأن العادة طبيعة ثانية (5) - .
مزبدا أي ذو زبد و هو ما يخرج من الفم كالرغوة يضرب مثلا للرجل الصائل المقتحم .
و التيار معظم اللجة و المراد به هاهنا السيل (6) - و الهشيم دقاق الحطب (7) - .
و لا يحفل بفتح حرف المضارعة لأن الماضي ثلاثي أي لا يبالي (8) - .
و الأبصار اللامحة الناظرة (9) - و تشاحوا تضايقوا كل منهم يريد ألا يفوته ذلك و أصله الشح و هو البخل .
فإن قلت هذا الكلام يرجع إلى الصحابة الذين تقدم ذكرهم في أول الخطبة .
قلت لا و إن زعم قوم أنه عناهم بل هو إشارة إلى قوم ممن يأتي من الخلف بعد السلف أ لا تراه قال كأني أنظر إلى فاسقهم قد صحب المنكر فألفه و هذا اللفظ إنما يقال في حق من لم يوجد بعد كما قال في حق الأتراك كأني أنظر إليهم قوما كأن وجوههم المجان و كما قال في حق صاحب الزنج كأني به يا أحنف قد سار في الجيش و كما قال في الخطبة التي ذكرناها آنفا- كأني به قد نعق بالشام يعني به عبد الملك و حوشي ع أن يعني بهذا الكلام الصحابة لأنهم ما آثروا العاجل و لا أخروا الآجل و لا صحبوا المنكر و لا أقبلوا كالتيار لا يبالي ما غرق و لا كالنار لا تبالي ما أحرقت و لا ازدحموا على الحطام و لا تشاحوا على الحرام و لا صرفوا عن الجنة وجوههم و لا أقبلوا