responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 9  صفحه : 37

قال‌ و إن معي لبصيرتي أي عقلي‌ ما لبست على الناس أمرهم‌ و لا لبس الأمر علي أي لم يلبسه 14رسول الله ص علي بل أوضحه لي و عرفنيه .

ثم قال‌ و إنها للفئة الباغية لام التعريف في الفئة تشعر بأن نصا قد كان عنده أنه ستخرج عليه فئة باغية و لم يعين له وقتها و لا كل صفاتها بل بعض علاماتها فلما خرج أصحاب و رأى تلك العلامات موجودة فيهم قال‌ و إنها للفئة الباغية أي و إن هذه الفئة أي الفئة التي وعدت بخروجها علي و لو لا هذا لقال و إنها لفئة باغية على التنكير .

ثم ذكر بعض العلامات فقال‌ إن الأمر لواضح كل هذا يؤكد به عند نفسه و عند غيره أن هذه الجماعة هي تلك الفئة الموعود بخروجها و قد ذهب الباطل و زاح‌ [1] و خرس لسانه بعد شغبه .

ثم أقسم ليملأن لهم حوضا هو ماتحه و هذه كناية عن الحرب و الهيجاء و ما يتعقبهما من القتل و الهلاك (1) - لا يصدرون عنه بري أي ليس كهذه الحياض الحقيقية التي إذا وردها الظمآن صدر عن ري و نقع غليله بل لا يصدرون عنه إلا و هم جزر السيوف‌ و لا يعبون بعده في حسي لأنهم هلكوا فلا يشربون بعده البارد العذب .

و كان عمرو بن الليث الصفار أمير خراسان أنفذ جيشا لمحاربة إسماعيل بن أحمد الساماني فانكسر ذلك الجيش و عادوا إلى عمرو بن الليث فغضب و لقي القواد بكلام غليظ فقال له بعضهم أيها الأمير إنه قد طبخ لك مرجل عظيم و إنما نلنا منه لهمة [2] يسيرة و الباقي مذخور لك فعلام تتركه اذهب إليهم فكله فسكت عمرو بن الليث عنه و لم يجب .


[1] زاح الأمر: ذهب.

[2] اللهمة: الجزء اليسير.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 9  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست