نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 34
و الحمأ الطين الأسود قال سبحانه مِنْ صَلْصََالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ [1] و حمة العقرب سمتها أي في هذه الفئة الباغية الضلال و الفساد و الضرر و إذا أرادت العرب أن تعبر عن الضلال و الفساد قالت الحمء مثله الحمأة بالتاء و من أمثالهم ثأطة مدت بماء [2] يضرب للرجل يشتد موقه و جهله و الثأطة الحمأة و إذا أصابها الماء ازدادت فسادا و رطوبة .
و يروى فيها الحما بألف مقصورة و هو كناية عن الزبير لأن كل ما كان بسبب الرجل فهم الأحماء واحدهم حما مثل قفا و أقفاء و ما كان بسبب المرأة فهم الأخاتن فأما الأصهار فيجمع الجهتين جمعا و كان الزبير ابن عمة 14رسول الله ص و قد كان 14النبي ص أعلم 1عليا بأن فئة من المسلمين تبغي عليه أيام خلافته فيها بعض زوجاته و بعض أحمائه فكنى 1علي ع عن الزوجة بالحمة و هي سم العقرب و يروى و الحمء يضرب مثلا لغير الطيب و لغير الصافي و ظهر أن الحمء الذي أخبر 14النبي ص بخروجه مع هؤلاء البغاة هو الزبير ابن عمته و في الحمأ أربع لغات حما مثل قفا و حمء مثل كمء و حمو مثل أبو و حم مثل أب .
قوله ع و الشبهة المغدفة أي الخفية و أصله المرأة تغدف وجهها بقناعها أي تستره و روي المغدفة [3] بكسر الدال من أغدف الليل أي أظلم (1) - .
و زاح الباطل أي بعد و ذهب و أزاحه غيره .
و عن نصابه عن مركزه و مقره و منه قول بعض المحدثين .
قد رجع الحق إلى نصابه # و أنت من دون الورى أولى به (2) -
و الشغب بالتسكين تهييج الشر شغب الحقد بالفتح شغبا و قد جاء بالتحريك في لغة ضعيفة و ماضيها شغب بالكسر .