responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 9  صفحه : 228

ثم عاد إلى الرجاء فقال يرجو هذا الإنسان الله في الكثير أي يرجو رحمته في الآخرة و لا يتعلق رجاؤه بالله تعالى إلا في هذا الموضع فأما ما عدا ذلك من أمور الدنيا كالمكاسب و الأموال و الجاه و السلطان و اندفاع المضار و التوصل إلى الأغراض بالشفاعات و التوسلات فإنه لا يخطر له الله تعالى ببال بل يعتمد في ذلك على السفراء و الوسطاء و يرجو حصول هذه المنافع و دفع هذه المضار من أبناء نوعه من البشر فقد أعطى العباد من رجائه ما لم يعطه الخالق سبحانه فهو مخطئ لأنه إما ألا يكون هو في نفسه صالحا لأن يرجوه سبحانه و إما ألا يكون البارئ تعالى في نفسه صالحا لأن يرجى فإن كان الثاني فهو كفر صراح و إن كان الأول فالعبد مخطئ حيث لم يجعل نفسه مستعدا لفعل الصالحات لأن يصلح لرجاء البارئ سبحانه (1) - .

ثم انتقل ع إلى الخوف فقال و كذلك إن خاف هذا الإنسان عبدا مثله خافه أكثر من خوفه البارئ سبحانه لأن كثيرا من الناس يخافون السلطان و سطوته أكثر من خوفهم مؤاخذة البارئ سبحانه و هذا مشاهد و معلوم من الناس فخوف بعضهم من بعض كالنقد المعجل و خوفهم من خالقهم ضمار و وعد و الضمار ما لا يرجى من الوعود و الديون قال الراعي

حمدن مزاره و أصبن منه # عطاء لم يكن عدة ضمارا (2) - [1] .

ثم قال و كذلك من عظمت الدنيا في عينه يختارها على الله و يستعبده حبها (3) - و يقال كبر بالضم يكبر أي عظم فهو كبير و كبار بالتخفيف فإذا أفرط قيل


[1] اللسان 6: 164، و قبله:

و أنضاد أ نحن إلى سعيد # طروقا ثمّ عجّلن ابتكارا.

.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 9  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست