نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 213
ثم قال ع من شغل نفسه بغير نفسه هلك و ذلك أن من لا يوفي النظر حقه و يميل إلى الأهواء و نصرة الأسلاف و الحجاج عما ربي عليه بين الأهل و الأستاذين الذين زرعوا في قلبه العقائد يكون قد شغل نفسه بغير نفسه لأنه لم ينظر لها و لا قصد الحق من حيث هو حق و إنما قصد نصرة مذهب معين يشق عليه فراقه و يصعب عنده الانتقال منه و يسوؤه أن يرد عليه حجة تبطله فيسهر عينه و يتعب قلبه في تهويس [1] تلك الحجة و القدح فيها بالغث و السمين لا لأنه يقصد الحق بل يقصد نصرة المذهب المعين و تشييد دليله لا جرم أنه متحير في ظلمات لا نهاية لها (1) - .
و الارتباك الاختلاط ربكت الشيء أربكه ربكا خلطته فارتبك أي اختلط و ارتبك الرجل في الأمر أي نشب فيه و لم يكد يتخلص منه (2) - .
قوله و مدت به شياطينه في طغيانه مأخوذ من قوله تعالى وَ إِخْوََانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي اَلغَيِّ ثُمَّ لاََ يُقْصِرُونَ [2] .
و روي و مدت له شياطينه باللام و معناه الإمهال مد له في الغي أي طول له و قال تعالى قُلْ مَنْ كََانَ فِي اَلضَّلاََلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ اَلرَّحْمََنُ مَدًّا (3) - [3] .
قوله و زينت له سيئ أعماله مأخوذ من قوله تعالى أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً (4) - [4] .
قوله التقوى دار حصن عزيز معناه دار حصانة عزيزة فأقام الاسم مقام المصدر و كذلك في الفجور (5) - .