نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 211
و سببا للمزيد لأنه تعالى قال لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [1] و الحمد هاهنا هو الشكر (1) - و معنى جعله الحمد دليلا على عظمته و آلائه أنه إذا كان سببا للمزيد فقد دل ذلك على عظمة الصانع و آلائه أما دلالته على عظمته فلأنه دال على أن قدرته لا تتناهى أبدا بل كلما ازداد الشكر ازدادت النعمة و أما دلالته على آلائه فلأنه لا جود أعظم من جود من يعطي من يحمده لا حمدا متطوعا بل حمدا واجبا عليه (2) - .
قوله يجري بالباقين كجريه بالماضين من هذا أخذ الشعراء و غيرهم ما نظموه في هذا المعنى قال بعضهم
مات من مات و الثريا الثريا # و السماك السماك و النسر نسر
و نجوم السماء تضحك منا # كيف تبقى من بعدنا و نمر.
و قال آخر
فما الدهر إلا كالزمان الذي مضى # و لا نحن إلا كالقرون الأوائل (3) -.
قوله لا يعود ما قد ولى منه كقول الشاعر
ما أحسن الأيام إلا أنها # يا صاحبي إذا مضت لم ترجع (4) - [2] .
قوله و لا يبقى سرمدا ما فيه كلام مطروق المعنى قال عدي
ليس شيء على المنون بباق # غير وجه المهيمن الخلاق (5) -.
قوله آخر أفعاله كأوله يروى كأولها و من رواه كأوله أعاد الضمير إلى الدهر أي آخر أفعال الدهر كأول الدهر فحذف المضاف (6) - .
متشابهة أموره لأنه كما كان من قبل يرفع و يضع و يغني و يفقر و يوجد