نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 153
هذه خطبة خطب بها بعد قتل عثمان حين أفضت الخلافة إليه (1) - .
قد طلع طالع يعني عود الخلافة إليه و كذلك قوله و لمع لامع و لاح لائح كل هذا يراد به معنى واحد .
و اعتدل مائل إشارة إلى ما كانت الأمور عليه من الاعوجاج في أواخر أيام عثمان (2) - و استبدل الله بعثمان و شيعته 1عليا و شيعته و بأيام ذاك أيام هذا (3) - .
ثم قال و انتظرنا الغير انتظار المجدب المطر و هذا الكلام يدل على أنه قد كان يتربص بعثمان الدوائر و يرتقب حلول الخطوب بساحته ليلي الخلافة .
فإن قلت أ ليس هو الذي طلق الدنيا فأين هذا القول من طلاقها قلت إنه طلق الدنيا أن يقبل [1] منها حظا دنيويا و لم يطلقها أن ينهى فيها عن المنكرات التي أمره الله تعالى بالنهي عنها و يقيم فيها الدين الذي أمره الله بإقامته و لا سبيل له إلى النهي عن المنكر و الأمر بالمعروف إلا بولاية الخلافة
عقيدة 1علي في عثمان و رأي المعتزلة في ذلك
فإن قلت أ يجوز على مذهب المعتزلة أن يقال إنه ع كان ينتظر قتل عثمان انتظار المجدب المطر و هل هذا إلا محض مذهب الشيعة . قلت إنه ع لم يقل و انتظرنا قتله و إنما انتظر الغير فيجوز أن يكون أراد انتظار خلعه و عزله عن الخلافة فإن 1عليا ع عند أصحابنا كان يذهب إلى أن عثمان استحق الخلع بإحداثه و لم يستحق القتل و هذا الكلام إذا حمل على انتظار الخلع كان موافقا لمذهب أصحابنا .