responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 8  صفحه : 300

فقال له عبد الرحمن أحصرت الفتى يا أمير المؤمنين فلو كلمته قال إنك لصاحب الجيش الذي أرى قال نعم قال مع شدة احتجابك و وقوف ذوي الحاجات ببابك قال أجل قال لم ويحك قال لأنا ببلاد عدو كثير فيها جواسيسهم فإن لم نتخذ العدة و العدد استخف بنا و هجم على عوراتنا و أنا بعد عاملك فإن استنقصتني نقصت و إن استزدتني زدت و إن استوقفتني وقفت فقال إن كنت كاذبا إنه لرأي أريب و إن كنت صادقا إنه لتدبير لبيب ما سألتك عن شي‌ء قط إلا تركتني منه في أضيق من رواجب الضرس لا آمرك و لا أنهاك فلما انصرف قال عبد الرحمن لقد أحسن الفتى في إصدار ما أردت عليه فقال لحسن إيراده و إصداره جشمناه ما جشمناه . 14- قال أبو جعفر شخص عمر من المدينة إلى الشام أربع مرات و دخلها مرة راكب فرس و مرة راكب بعير و مرة راكب بغل و مرة راكب حمار و كان لا يعرف و ربما استخبره الواحد أين أمير المؤمنين فيسكت أو يقول سل الناس و كان يدخل الشام و عليه سحق‌ [1] فرو مقلوب و إذا حضر الناس طعامه رأوا أخشن الطعام .

قال أبو جعفر و قدم الشام في إحدى هذه المرات الأربع فصادف الطاعون بها فاشيا فاستشار الناس فكل أشار عليه بالرجوع و ألا يدخلها إلا أبا عبيدة بن الجراح فإنه قال أ تفر من قدر الله قال نعم أفر من قدر الله بقدر الله إلى قدر الله لو غيرك قالها يا أبا عبيدة فما لبث أن جاء عبد الرحمن بن عوف فروى لهم عن 14النبي ص أنه قال إذا كنتم ببلاد الطاعون فلا تخرجوا منها و إذا قدمتم إلى بلاد الطاعون فلا تدخلوها فحمد الله على موافقة الخبر لما كان في نفسه و ما أشار به الناس و انصرف راجعا إلى المدينة و مات أبو عبيدة في ذلك الطاعون و هو الطاعون المعروف‌و كان في سنة سبع عشرة من الهجرة . [2]


[1] السحق: الثوب البالى.

[2] تاريخ الطبريّ 3: 606.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 8  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست