نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 7 صفحه : 74
يعلم أنه متى وافق إحدى الطائفتين باينته الأخرى و أسلمته و تولت عنه و خذلته فأخذ ع يعتمد في جوابه و يستعمل في كلامه ما تظن به كل واحدة من الفرقتين أنه يوافق رأيها و يماثل اعتقادها فتارة 1- يقول الله قتله و أنا معه . و تذهب الطائفة الموالية لعثمان إلى أنه أراد أن الله أماته و سيميتني كما أماته و تذهب الطائفة الأخرى إلى أنه أراد أنه قتل عثمان مع قتل الله له أيضا و كذلك 1- قوله تارة أخرى ما أمرت به و لا نهيت عنه .1- و قوله لو أمرت به لكنت قاتلا و لو نهيت عنه لكنت ناصرا . و أشياء من هذا الجنس مذكورة مروية عنه فلم يزل على هذه الوتيرة حتى قبض ع و كل من الطائفتين موالية له معتقدة أن رأيه في عثمان كرأيها فلو لم يكن له من السياسة إلا هذا القدر مع كثرة خوض الناس حينئذ في أمر عثمان و الحاجة إلى ذكره في كل مقام لكفاه في الدلالة على أنه أعرف الناس بها و أحذقهم فيها و أعلمهم بوجوه مخارج الكلام و تدبير أحوال الرجال (1) - .
ثم نعود إلى الشرح قوله ع و نصحت لكم هو الأفصح و عليه ورد لفظ القرآن [1] و قول العامة نصحتك ليس بالأفصح (2) - .
قوله و عبيد كأرباب يصفهم بالكبر و التيه .
فإن قلت كيف قال عنهم إنهم عبيد و كانوا عربا صلبية قلت يريد أن أخلاقهم كأخلاق العبيد من الغدر و الخلاف و دناءة الأنفس و فيهم مع ذلك كبر السادات و الأرباب و تيههم فقد جمعوا خصال السوء كلها (3) - .
و أيادي سبأ مثل يضرب للمتفرقين و أصله قوله تعالى عن أهل سبإ وَ مَزَّقْنََاهُمْ
[1] من قوله تعالى في سورة الأعراف 79: وَ قََالَ يََا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسََالَةَ رَبِّي وَ نَصَحْتُ لَكُمْ. .
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 7 صفحه : 74