نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 7 صفحه : 35
مدبرا بتدبيركم فإني أعلم أنه لا قدرة لي أن أسير فيكم بسيرة 14رسول الله ص في أصحابه مستقلا بالتدبير لفساد أحوالكم و تعذر صلاحكم .
و قد حمل بعضهم كلامه على محمل آخر فقال هذا كلام مستزيد [1] شاك من أصحابه يقول لهم ددعوني و التمسوا غيري على طريق الضجر [2] منهم و التبرم بهم و التسخط لأفعالهم لأنهم كانوا عدلوا عنه من قبل و اختاروا عليه فلما طلبوه بعد أجابهم جواب المتسخط العاتب .
و حمل قوم منهم الكلام على وجه آخر فقالوا إنه أخرجه مخرج التهكم و السخرية أي أنا لكم وزيرا خير مني لكم أميرا فيما تعتقدونه كما قال سبحانه ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَزِيزُ اَلْكَرِيمُ[3] أي تزعم لنفسك ذلك و تعتقده .
و اعلم أن ما ذكروه ليس ببعيد أن يحمل الكلام عليه لو كان الدليل قد دل على ذلك فأما إذا لم يدل عليه دليل فلا يجوز صرف اللفظ عن ظاهره و نحن نتمسك بالظاهر إلا أن تقوم دلالة على مذهبهم تصدنا عن حمل اللفظ عن ظاهره و لو جاز أن تصرف الألفاظ عن ظواهرها لغير دليل قاهر يصدف و يصد عنها لم يبق وثوق بكلام الله عز و جل و بكلام 14رسوله ع و قد ذكرنا فيما تقدم كيفية الحال التي كانت بعد و البيعة العلوية كيف وقعت ـ
فصل فيما كان من أمر طلحة و الزبير عند قسم المال
و نحن نذكر هاهنا في هذه القصة ما ذكره شيخنا أبو جعفر الإسكافي [4] في كتابه
[1] مستزيد، أي شاك عاتب، و في الأساس: «فلان يستزيد فلانا، يستقصره و يشكوه؛ و هو مستزيد» .
[4] هو محمّد بن عبد اللّه، أبو جعفر المعروف بالإسكافى؛ أحد المتكلمين من معتزلة البغداديين. قال الخطيب في تاريخه (5: 416) : «له تصانيف معروفة؛ و كان الحسين بن على الكرابيسى يتكلم معه و يناظره، و بلغني أنّه مات في سنة أربعين و مائتين» .
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 7 صفحه : 35