responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 7  صفحه : 301

البلاغة بالكسر في أكثر الروايات و قد روي من موتة و هو الأليق يعني المرة الواحدة ليقع في مقابلة الألف .

و اعلم أنه ع أقسم أن القتل أهون من الموت حتف الأنف و ذلك على مقتضى ما منحه الله تعالى من الشجاعة الخارقة لعادة البشر و هو ع يحاول أن يحض أصحابه و يحرضهم ليجعل طباعهم مناسبة لطباعه و إقدامهم على الحرب مماثلا لإقدامه على عادة الأمراء في تحريض جندهم و عسكرهم و هيهات إنما هو كما قال أبو الطيب

يكلف سيف الدولة الجيش همه # و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم‌ [1]

و يطلب عند الناس ما عند نفسه # و ذلك ما لا تدعيه الضراغم.

ليست النفوس كلها من جوهر واحد و لا الطباع و الأمزجة كلها من نوع واحد و هذه خاصية توجد لمن يصطفيه الله تعالى من عباده في الأوقات المتطاولة و الدهور المتباعدة و ما اتصل بنا نحن من بعد فإن التواريخ من قبل مجهولة عندنا أن أحدا أعطي من الشجاعة و الإقدام ما أعطيه هذا الرجل من جميع فرق العالم على اختلافها من الترك و الفرس و العرب و الروم و غيرهم و المعلوم من حاله أنه كان يؤثر الحرب على السلم و الموت على الحياة و الموت الذي كان يطلبه و يؤثره إنما هو القتل بالسيف لا الموت على الفراش كما قال الشاعر

لو لم يمت بين أطراف الرماح إذا # لمات إذ لم يمت من شدة الحزن.


[1] ديوانه 3: 379، و الخضارم: جمع خضرم؛ و هو العظيم الكبير من كل شي‌ء.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 7  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست