نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 7 صفحه : 175
مع ذلك يحب 14رسول الله ص لنسبته منه و تربيته له و اختصاصه به من دون أصحابه و بعد فشرفه له لأنهما نفس واحدة في جسمين الأب واحد و الدار واحدة و الأخلاق متناسبة فإذا عظمه فقد عظم نفسه و إذا دعا إليه فقد دعا إلى نفسه و لقد كان يود أن تطبق دعوة الإسلام مشارق الأرض و مغاربها لأن جمال ذلك لاحق به و عائد عليه فكيف لا يعظمه و يبجله و يجتهد في إعلاء كلمته .
فقلت له قد كنت اليوم أنا و جعفر بن مكي الشاعر نتجاذب هذا الحديث فقال جعفر لم ينصر 14رسول الله ص أحد نصرة أبي طالب و بنيه له أما أبو طالب فكفله و رباه ثم حماه من قريش عند إظهار الدعوة بعد إصفاقهم و إطباقهم على قتله و أما ابنه جعفر فهاجر بجماعة من المسلمين إلى أرض الحبشة فنشر دعوته بها و أما 1علي فإنه أقام عماد الملة بالمدينة ثم لم يمن أحد من القتل و الهوان و التشريد بما مني به بنو أبي طالب أما جعفر فقتلو أما 1علي فقتل بالكوفة بعد أن شرب نقيع الحنظل و تمنى الموت و لو تأخر قتل ابن ملجم لمات أسفا و كمدا ثم قتل ابناه بالسم و السيف و قتل بنوه الباقون مع أخيهمو حملت نساؤهم على الأقتاب سبايا إلى الشام و لقيت ذريتهم و أخلافهم بعد ذلك من القتل و الصلب و التشريد في البلاد و الهوان و الحبس و الضرب ما لا يحيط الوصف بكنهه فأي خير أصاب هذا البيت من نصرته و محبته و تعظيمه بالقول و الفعل فقال رحمه الله و أصاب فيما قال فهلا قلت يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاََ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاََمَكُمْ بَلِ اَللََّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدََاكُمْ لِلْإِيمََانِ إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ[1] .
ثم قال و هلا قلت له فقد نصرته الأنصار و بذلت مهجها دونه و قتلت بين يديه في