نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 7 صفحه : 154
الأول سنة اثنتين و ثلاثين و مائة فصعد المنبر بالكوفة فخطب فقال الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه و كرمه و شرفه و عظمه و اختاره لنا و أيده بنا و جعلنا أهله و كهفه و حصنه و القوام به و الذابين عنه و الناصرين له و خصنا برحم 14رسول الله ص و أنبتنا من شجرته و اشتقنا من نبعته و أنزل بذلك كتابا يتلى فقال سبحانه قُلْ لاََ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىََ[1] فلما قبض 14رسول الله ص قام بالأمر أصحابه وَ أَمْرُهُمْ شُورىََ بَيْنَهُمْ[2] فعدلوا و خرجوا خماصا [3] ثم وثب بنو حرب و بنو مروان فابتزوها و تداولوها و استأثروا بها و ظلموا أهلها فأملى الله لهم حينا فلما آسفوه [4] انتقم منهم بأيدينا و رد علينا حقنا فأنا السفاح المبيح و الثائر المبير [5] .
و كان موعوكا فاشتدت عليه الوعكة فجلس على المنبر و لم يستطع الكلام فقام عمه داود بن علي و كان بين يديه فقال يا أهل العراق إنا و الله ما خرجنا لنحفر نهرا و لا لنكنز لجينا و لا عقيانا و إنما أخرجتنا الأنفة من ابتزاز الظالمين حقنا و لقد كانت أموركم تتصل بنا فترمضنا و نحن على فرشنا لكم ذمة الله و ذمة 14رسوله و ذمة العباس أن نحكم فيكم بما أنزل الله و نعمل فيكم بكتاب الله و نسير فيكم بسنة 14رسول الله ص و اعلموا أن هذا الأمر ليس بخارج عنا حتى نسلمه إلى عيسى بن مريم .