نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 7 صفحه : 116
و معنى قوله فاستدارت رحاهم انتظم أمرهم لأن الرحى إنما تدور إذا تكاملت أدواتها و آلاتها كلها و هو أيضا معنى قوله و استقامت قناتهم و كل هذا من باب الاستعارة (1) - .
ثم أقسم أنه ع كان من ساقتها الساقة جمع سائق كقادة جمع قائد و حاكة جمع حائك و هذا الضمير المؤنث يرجع إلى غير مذكور لفظا و المراد الجاهلية كأنه جعلها مثل كتيبة مصادمة لكتيبة الإسلام و جعل نفسه من الحاملين عليها بسيفه حتى فرت و أدبرت و أتبعها يسوقها سوقا و هي مولية بين يديه .
حتى أدبرت بحذافيرها أي كلها عن آخرها (2) - .
ثم أتى بضمير آخر إلى غير مذكور لفظا و هو قوله و استوسقت في قيادها يعني الملة الإسلامية أو الدعوة أو ما يجري هذا المجرى و استوسقت اجتمعت يقول لما ولت تلك الدعوة الجاهلية استوسقت هذه في قيادها كما تستوسق الإبل المقودة إلى أعطانها و يجوز أن يعود هذا الضمير الثاني إلى المذكور الأول و هو الجاهلية أي ولت بحذافيرها و اجتمعت كلها تحت ذل المقادة (3) - .
ثم أقسم أنه ما ضعف يومئذ و لا وهن و لا جبن و لا خان و ليبقرن الباطل الآن حتى يخرج الحق من خاصرته كأنه جعل الباطل كالشيء المشتمل على الحق غالبا عليه و محيطا به فإذا بقر ظهر الحق الكامن [1] فيه و قد تقدم منا شرح ذلك