نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 7 صفحه : 106
أثوى و قصر ليله ليزودا # فمضت و أخلف من قتيلة موعدا (1) - [1] .
و المترف الذي قد أترفته النعمة أي أطغته (2) - يقول ع لا يعود على الناس ما أدبر و تولى عنهم من أحوالهم الماضية كالشباب و القوة و لا يعلم حال المستقبل من صحة أو مرض أو حياة أو موت لينتظر و ينظر إلى هذا المعنى قول الشاعر
و أضيع العمر لا الماضي انتفعت به # و لا حصلت على علم من الباقي (3) -.
و مشوب مخلوط شبته أشوبه فهو مشوب و جاء مشيب في قول الشاعر
و ماء قدور في القصاع مشيب.
فبناه على شيب لم يسم فاعله و في المثل هو يشوب و يروب يضرب لمن يخلط في القول أو العمل (4) - .
و الجلد الصلابة و القوة و الوهن الضعف نفسه و إنما عطف للتأكيد كقوله تعالى لِكُلٍّ جَعَلْنََا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهََاجاً[2] و قوله لاََ يَمَسُّنََا فِيهََا نَصَبٌ وَ لاََ يَمَسُّنََا فِيهََا لُغُوبٌ (5) -[3] .
ثم نهى عن الاغترار بكثرة العجب من الدنيا (6) - و علل حسن هذا النهي و قبح الاغترار بما نشاهده عيانا من قلة ما يصحب مفارقيها منها و قال الشاعر
فما تزود مما كان يجمعه # إلا حنوطا غداة البين في خرق
و غير نفحة أعواد شببن له # و قل ذلك من زاد لمنطلق (7) -
ثم جعل التفكر علة الاعتبار و جعل الاعتبار علة الأبصار و هذا حق لأن الفكر يوجب الاتعاظ و الاتعاظ يوجب الكشف و المشاهدة بالبصيرة التي نورها الاتعاظ .