نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 436
و قال معظم أصحابنا إن إبليس ليس من الملائكة و لا كان منها و إنما استثناه الله تعالى منهم لأنه كان مأمورا بالسجود معهم فهو مستثنى من عموم المأمورين بالسجود لا من خصوص الملائكة .
البحث الثامن في هاروت و ماروت هل هما من الملائكة أم لا قال جمهور أصحابنا إنهما من الملائكة و إن القرآن العظيم قد صرح بذلك في قوله وَ مََا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ بِبََابِلَ هََارُوتَ وَ مََارُوتَ[1] و إن الذي أنزل عليهما هو علم السحر ابتلاء من الله تعالى للناس فمن تعلمه منهم و عمل به كان كافرا و من تجنبه أو تعلمه لا ليعمل به و لكن ليتوقاه كان مؤمنا قالوا و ما كان هذان الملكان يعلمان أحدا حتى ينبهاه و ينهياه و ينصحاه و يقولا له إِنَّمََا نَحْنُ فِتْنَةٌ أي ابتلاء و اختبار من الله فَلاََ تَكْفُرْ و لا تتعلمه معتقدا أنه حق .
17- و حكى عن الحسن البصري أن هاروت و ماروت علجان أقلفان من أهل بابل كانا يعلمان الناس السحر و قرأ الحسن على الملكين ببابل بكسر اللام . و قال قوم كانا من الملائكة فعصيا الله تعالى بالحيف في الحكومة و قد كان استقضاهما في الأرض و ركب فيهما الشهوة و الغضب على نحو ما ركب في البشر امتحانا لهما لأنهما قد كانا عيرا البشر بالمعصية فلما عصيا حبسهما الله تعالى و عاقبهما بعذاب معجل و ألهمهما كلاما إذا تكلما به سكن بعض ما بهما من الألم و إن السحرة يستمعون ذلك الكلام فيحفظونه و يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ اَلْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ فإنهما يتقدمان إلى من يحضرهما عند ما يتكلمان بالزجر عن العمل بذلك الكلام و يقولان إِنَّمََا نَحْنُ
____________
(1) سورة البقرة.
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 436