responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 6  صفحه : 417

و هي الحالة العجيبة أبدأ الرجل إذا جاء بالأمر البدي‌ء أي المعجب و البدية أيضا الحالة المبتدأة المبتكرة و منه قولهم فعله بادئ ذي بدي‌ء على وزن فعيل أي أول كل شي‌ء و يمكن أن يحمل كلامه أيضا على هذا الوجه .

و أما خلائق فيجوز أن يكون أضاف‌ بدايا إليها و يجوز إلا يكون أضافه إليها بل جعلها [1] بدلا من‌ أجناسا و يروى برايا جمع برية (1) - يقول ع إنه تعالى قدر الأشياء التي خلقها فخلقها محكمة على حسب ما قدر (2) - و ألطف تدبيرها أي جعله لطيفا و أمضى الأمور إلى غاياتها و حدودها المقدرة لها فهيأ الصقرة للاصطياد و الخيل للركوب و الطراد و السيف للقطع و القلم للكتابة و الفلك للدوران و نحو ذلك و في هذا إشارة إلى 14- قول 14النبي ص كل ميسر لما خلق له. فلم تتعد هذه المخلوقات حدود منزلتها التي جعلت غايتها و لا قصرت دون الانتهاء إليها يقول لم تقف على الغاية و لا تجاوزتها (3) - ثم قال و لا استصعبت و امتنعت إذا أمرها بالمضي إلى تلك الغاية بمقتضى الإرادة الإلهية و هذا كله من باب المجاز كقوله تعالى‌ فَقََالَ لَهََا وَ لِلْأَرْضِ اِئْتِيََا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قََالَتََا أَتَيْنََا طََائِعِينَ [2] .

و خلاصة ذلك الإبانة عن نفوذ إرادته و مشيئته (4) - .

ثم علل نفي الاستصعاب فقال و كيف‌ يستصعب و إنما صدرت عن مشيئته يقول إذا كانت مشيئته هي المقتضية لوجود هذه المخلوقات فكيف يستصعب عليه بلوغها إلى غاياتها التي جعلت لأجلها و أصل وجودها إنما هو مشيئته فإذا كان أصل وجودها بمشيئته فكيف يستصعب عليه توجيهها لوجهتها و هو فرع من فروع وجودها و تابع له .

(5) -


[1] ا: «يجعلها» .

[2] سورة فصلت 11.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 6  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست