responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 6  صفحه : 391

أسلم أكثر الناس بمجرد سماع كلامه و رؤيته و مشاهدة روائه و منظره و ما ذاقوه من حلاوة لفظه و سري كلامه في آذانهم و ملك قلوبهم و عقولهم حتى بذلوا المهج في نصرته و هذا من أعظم معجزاته ع و هو القبول الذي منحه الله تعالى و الطاعة التي جعلها في قلوب الناس له و ذلك على الحقيقة سر النبوة الذي تفرد به ص فكيف يروم 1أمير المؤمنين من الناس أن يكونوا معه كما كان آباؤهم و إخوانهم مع 14النبي ص مع اختلاف حال الرئيسين و تساوي الأثرين كما يعتبر في تحققه تساوي حال المحلين يعتبر في حقيقته أيضا تساوي حال العلتين (1) - .

ثم نعود إلى التفسير قال‌ و لقد نزلت بكم البلية أي المحنة العظيمة يعني فتنة معاوية و بني أمية . و قال‌ جائلا خطامها لأن الناقة إذا اضطرب زمامها استصعبت على راكبها و يسمى الزمام خطاما لكونه في مقدم الأنف و الخطم من كل دابة مقدم أنفها و فمها [1] و إنما جعلها رخوا بطانها لتكون أصعب على راكبها لأنه إذا استرخى البطان كان الراكب في معرض السقوط عنها و بطان القتب هو الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير (2) - .

ثم نهاهم عن الاغترار بالدنيا و متاعها (3) - و قال إنها ظل ممدود إلى أجل معدود و إنما جعلها كالظل لأنه ساكن في رأي العين و هو متحرك في الحقيقة لا يزال يتقلص كما قال تعالى‌ ثُمَّ قَبَضْنََاهُ إِلَيْنََا قَبْضاً يَسِيراً [2] و هو أشبه شي‌ء بأحوال الدنيا .

و قال بعض الحكماء أهل الدنيا كركب سير بهم و هم نيام‌


[1] ج: «أنفه و فمه» .

[2] سورة الفرقان 56.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 6  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست