نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 374
و قوله يؤمن الناس من العظائم فيه تأكيد لمذهب أصحابنا في الوعيد و تضعيف لمذهب المرجئة الذين يؤمنون الناس من عظائم الذنوب و يمنونهم العفو مع الإصرار و ترك التوبة 16- و جاء في الخبر المرفوع المشهور الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت و الأحمق من أتبع نفسه هواها و تمنى على الله (1) -. و قوله يقول أقف عند الشبهات يعني أن هذا المدعي للعلم يقول لنفسه و للناس أنا واقف عند أدنى شبهة تحرجا و تورعا 14- كما قال ص دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. ثم قال و في الشبهات وقع أي بجهله لأن من لا يعلم الشبهة ما هي كيف يقف عندها و يتخرج من الورطة فيها و هو لا يأمن من كونها غير شبهة على الحقيقة (2) - .
و قوله أعتزل البدع و بينها اضطجع إشارة إلى تضعيف مذاهب العامة و الحشوية الذين رفضوا النظر العقلي و قالوا نعتزل البدع (3) - .
و قوله فالصورة صورة إنسان و ما بعده فمراده بالحيوان هاهنا الحيوان الأخرس كالحمار و الثور و ليس يريد العموم لأن الإنسان داخل في الحيوان و هذا مثل قوله تعالى إِنْ هُمْ إِلاََّ كَالْأَنْعََامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً[1] .
و قال الشاعر
و كائن ترى من صامت لك معجب # زيادته أو نقصه في التكلم [2]
لسان الفتى نصف و نصف فؤاده # فلم يبق إلا صورة اللحم و الدم.