نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 370
و قوله فهو من معادن دينه و أوتاد أرضه معادن دينه الذين يقتبس الدين منهم كمعادن الذهب و الفضة و هي الأرضون التي يلتقط ذلك منها و أوتاد أرضه هم الذين لولاهم لمادت الأرض و ارتجت بأهلها و هذا من باب الاستعارة الفصيحة و أهل هذا العلم يقولون أوتاد الأرض جماعة من الصالحين و لهم في الأوتاد و الأبدال و الأقطاب كلام مشهور في كتبهم (1) - .
و سادس عشرها أن يكون قد ألزم نفسه العدل و العدالة ملكه تصدر بها عن النفس الأفعال الفاضلة خلقا لا تخلقا .
ـو أقسام العدالة ثلاثة هي الأصول و ما عداها من الفضائل فروع عليها الأولى الشجاعة و يدخل فيها السخاء لأنه شجاعة و تهوين للمال كما أن الشجاعة الأصلية تهوين للنفس فالشجاع في الحرب جواد بنفسه و الجواد بالمال شجاع في إنفاقه و لهذا قال الطائي
أيقنت أن من السماح شجاعة # تدمي و أن من الشجاعة جودا [1] .
و الثانية الفقه و يدخل فيها القناعة و الزهد و العزلة .
و الثالثة الحكمة و هي أشرفها .
و لم تحصل العدالة الكاملة لأحد من البشر بعد 14رسول الله ص إلا لهذا الرجل و من أنصف علم صحة ذلك فإن شجاعته و جوده و عفته و قناعته و زهده يضرب بها الأمثال .
و أما الحكمة و البحث في الأمور الإلهية فلم يكن من فن أحد من العرب و لا نقل في جهاد أكابرهم و أصاغرهم شيء من ذلك أصلا و هذا فن كانت اليونان و أوائل الحكماء و أساطين الحكمة ينفردون به و أول من خاض فيه من العرب 1علي ع و لهذا