نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 348
لوجوب اللطف في حكمته و إذا خاطبهم به وجب فعله في الآخرة لأن خبره سبحانه لا يجوز الخلف عليه وَ مِنْهَا فِي صِفَةِ اَلْجَنَّةِ دَرَجَاتٌ مُتَفَاضِلاَتٌ وَ مَنَازِلُ مُتَفَاوِتَاتٌ لاَ يَنْقَطِعُ نَعِيمُهَا وَ لاَ يَظْعَنُ مُقِيمُهَا وَ لاَ يَهْرَمُ خَالِدُهَا وَ لاَ يَبْأَسُ [يَيْأَسُ] سَاكِنُهَا (1) -. الدرجات جمع درجة و هي الطبقات و المراتب و يقال لها درجات في الجنة و دركات في النار و إنما تفاضلت و تفاوتت بحسب الأعمال و لا يجوز أن يقع ذلك تفضلا لأن التفضل بالثواب قبيح .
فإن قلت فما قولك في الحور و الولدان و الأطفال و المجانين قلت يكون الواصل إليهم نعيما و لذة لا شبهة في ذلك و لكن لا ثواب لهم و لا ينالونه و الثواب أمر أخص من المنافع و النعيم لأنه منافع يقترن بها التعظيم و التبجيل و هذا الأمر الأخص لا يحسن إيصاله إلا إلى أرباب العمل (2) - .
و قوله لا ينقطع نعيمها و لا يظعن مقيمها قول متفق عليه بين أهل الملة إلا ما يحكى عن أبي الهذيل أن حركات أهل الجنة تنتهي إلى سكون دائم و قد نزهه قوم من أصحابنا عن هذا القول و أكذبوا رواته و من أثبته منهم عنه زعم أنه لم يقل بانقطاع النعيم لكن بانقطاع الحركة مع دوام النعيم و إنما حمله على ذلك أنه لما استدل على أن
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 348