نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 242
و إذا جعلت الأول صفة لم تصرفه تقول لقيته عاما أول لاجتماع وزن الفعل و تقول ما رأيته مذ عام أول كلاهما بغير تنوين فمن رفع جعله صفة لعام كأنه قال أول من عامنا و من نصب جعله كالظرف كأنه قال مذ عام قبل عامنا فإن قلت ابدأ بهذا أول ضممته على الغاية (1) - .
و الإنهاء الإبلاغ أنهيت إليه الخبر فانتهى أي بلغ و المعنى أن الله تعالى أعذر إلى خلقه و أنذرهم فإعذاره إليهم أن عرفهم بالحجج العقلية و السمعية أنهم إن عصوه استحقوا العقاب فأوضح عذره لهم في عقوبته إياهم على عصيانه (2) - و إنذاره لهم تخويفه إياهم من عقابه و قد نظر البحتري إلى معنى قوله ع علا بحوله و دنا بطوله فقال
دنوت تواضعا و علوت قدرا # فشأناك انخفاض و ارتفاع [1]
كذاك الشمس تبعد أن تسامى # و يدنو النور منها و الشعاع.
و في هذا الفصل ضروب من البديع فمنها أن دنا في مقابلة علا لفظا و معنى و كذلك حوله و طوله .
فإن قلت لا ريب في تقابل دنا و علا من حيث المعنى و اللفظ و أما حوله و طوله فإنهما يتناسبان لفظا و ليسا متقابلين معنى لأنهما ليسا ضدين كما في العلو و الدنو .
قلت بل فيهما معنى التضاد لأن الحول هو القوة و هي مشعرة بالسطوة و القهر و منه منشأ الانتقام و الطول الإفضال و التكرم و هو نقيض الانتقام و البطش .
فإن قلت أنت و أصحابك لا تقولون إن الله تعالى قادر بقدرة و هو عندكم قادر