نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 194
194
إجابته فإن العطية على قدر النية و ربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل و أجزل لعطاء الآمل و ربما سألت الشيء فلا تؤتاه و أوتيت خيرا منه أو صرف عنك بما هو لك خير و اعلم أنه رب أمر قد طلبت فيه هلاك دينك لو أوتيته .16- و من الدعاء المرفوع اللهم من أراد بنا سوءا فأحط به ذلك السوء كإحاطة القلائد بترائب الولائد و أرسخه على هامته كرسوخ السجيل [1] على قمم أصحاب الفيل .17- سمع عمر رجلا يقول في دعائهاللهم اجعلني من الأقلينفقال ما أردت بهذا قال قول الله عز و جل وَ مََا آمَنَ مَعَهُ إِلاََّ قَلِيلٌ[2] و قوله تعالى وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبََادِيَ اَلشَّكُورُ[3] فقال عليكم من الدعاء بما عرف .17- قال سعيد بن المسيب مر بي صلة بن أشيم فقلت له ادع لي فقال رغبك الله فيما يبقى و زهدك فيما يفنى و وهب لك اليقين الذي لا تسكن النفوس إلا إليه و لا تعول إلا عليه .17- كان علي بن عيسى بن ماهان صاحب خراسان و في أيامه عصام بن يوسف الزاهد فلقيه في الطريق و سلم عليه علي فأعرض عنه و لم يرد عليه فوقف علي و رفع يديه و أسبل عينيه و قالاللهم إن هذا الرجل يتقرب إليك ببغضي و أنا أتقرب إليك بحبه فإن كنت غفرت له ببغضي فاغفر لي بحبه يا كريمثم سار .17- قال الأصمعي سمعت أعرابيا يدعو و يقولاللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله و إن كان في الأرض فأخرجه و إن كان بعيدا فقربه و إن كان قريبا فيسره و إن كان قليلا فكثره و إن كان كثيرا فبارك لي فيه.