نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 165
و لما يكن للمشرفية فوقكم # شعاع كقرن الشمس حين ترجل [1] .
و أما وفاة مروان و السبب فيها أنه كان قد استقر الأمر بعده لخالد بن يزيد بن معاوية على ما قدمنا ذكره فلما استوثق له الأمر أحب أن يبايع لعبد الملك و عبد العزيز ابنيه فاستشار في ذلك فأشير عليه أن يتزوج أم خالد بن يزيد و هي ابنة أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة ليصغر شأنه فلا يرشح للخلافة فتزوجها ثم قال لخالد يوما في كلام دار بينهما و المجلس غاص بأهله اسكت يا ابن الرطبة [2] فقال خالد أنت لعمري مؤتمن و خبير .
ثم قام باكيا من مجلسه و كان غلاما حينئذ فدخل على أمه فأخبرها فقالت له لا يعرفن ذلك فيك و اسكت فأنا أكفيك أمره فلما دخل عليها مروان قال لها ما قال لك خالد قالت و ما عساه يقول قال أ لم يشكني إليك قالت إن خالدا أشد إعظاما لك من أن يشتكيك فصدقها ثم مكثت أياما فنام عندها و قد واعدت جواريها و قمن إليه فجعلن الوسائد و البراذع عليه و جلسن عليه حتى خنقه و ذلك بدمشق في شهر رمضان .
و هو ابن ثلاث و ستين سنة في قول الواقدي . و أما هشام بن محمد الكلبي فقال ابن إحدى و ثمانين سنة و قال كان ابن إحدى و ثمانين عاش في الخلافة تسعة أشهر و قيل عشرة أشهر و كان في أيام كتابته لعثمان بن عفان أكثر حكما و أشد تلطفا و تسلطا منه في أيام خلافته و كان ذلك من أعظم الأسباب الداعية إلى خلع عثمان و قتله .
و قد قال قوم إن الضحاك بن قيس لما نزل مرج راهط لم يدع إلى ابن الزبير و إنما دعا إلى نفسه و بويع بالخلافة و كان قرشيا و الأكثر الأشهر أنه كان يدعو إلى ابن الزبير
[1] قرن الشمس: أول ما ظهر منها. الترجل: هو المتوع، و المتوع: قبل انتصاف النهار.